•

تسمو حداَئقَ غابِ وردنَا بالزهرِ
أَمَّا الجماَلُ فيِ عبيرهَا لونتهُ بالسحرِ

نهر هيَ..عطائهَا جوادٌ أبدَ العمرِ
  قدستُ يمينَ جريانهَا من الرملِ حتّى الصَّخْرِ

حسنَاء هيفَاء، القلبُ من رؤياها ينتشِي
ويتأنقُ فيهَا لا سواهَا حرفِي إبانَ شِعرِي

وبدَا ليِ لمَا سَالَ التحنان من فؤادهَا
شوقًا قد أنَارَ ظلَّ صَدرِي

نَجْلاَءُ بهية المحيا،يَنْسَابُ الدُّجَى مِن مقلتيهَا
كحلًا يُزينُ أمواجَ شاطئَ الفَجْرِ

حَيْثُ كانَ الهَوَى غافلاً أحبتتها
حينَ أصَاب قلبِي الهيام مِنْ حَيْث لَا أَدْرِي

ثمًّ غابت عبيرِي عنّي،وَلَيْتَ لعيناي أن تلحظها طيفًا
تالله إذن مِنْ فَوْقِهَا ..
منقضٌ أناَ كالصقرِ

إنَّ عَلَى شفتِي قلمي أحرفٌ تعزفُ همسة
تَتَجَاذَبُ الكَلِمَاتَ وقافية الشوقِ على الوترِ

كَانَت عبيري تُرَاقِصُ الحبَّ بِجَمَالِهَا
حينَ يميلُ قلبي ميلانَ الغُصْنِ للزهرِ

كانَت في تقطيبةِ الغضبِ في جبينهَا
تركعُ  لهَا إجلاًلا أجرامنا السماوية
من الشمسِ حتّى البدرِ

كَانَت
هِيَ فِكْرَتِي حينَ كفرَ بملتِي فكرِي

أرادهَا الرحمن أن تكونَ أمّي
والحبُّ قدّرهُ في لوحهِ المحفوظِ حتى إنتهاءَ عمرِي

أَسْقَت خاطرِي العشقَ
و أَمْسَتْ في وريدِ معصمِ مَشَاعري تجرِي!

كُتبَ على الفؤادِ فطرة غَرَامَهَا
من أولِّ الخلقِ والتَّلاَقِي في حَبْلِي السري

حَمَلَتني أمي جَنِينًا لحبهَا تِسْعَة أشهرٍ
ويليِ وَهِيْ حانيةٌ التامور عليَّ ومحنيةُ الظَّهْرِ

كنتُ في رحمهَا أعضُّ على إبهَام شوقِي
وَاحصيَ يومَ الوَصْلِ تقلبًا بِالشّهرِ

حَتَّىْ خَرَجْتُ إِلىَ اللُّقيا في حضنهَا
طفلاً  آمنَ أَنَّ الهَوَى فيهَا أمانٌ قدسي من كلّ شرِ

ضمت أميّ روحِي بحنانٍ ورحمة  لصَدْرِهَا
حَتَّىْ أقسمتُ أنهَا صدري!

ثمّ توادعتْ

ووَدَّعْتُهَا

لم يزل الدمعُ يراقُ من منبري

فِيْ وحشةٍ بالغةٍ أنَا والله من أمرِي

مالعوضُ لمن شَمَّ عبيرَ صَدْرَ أمهِ
إذ كُتبَ الَا يَراَها لِآخِرِ الدَّهْرِ؟

إنّي إذَا ذَكرتهَا لاحَ وَجْهها مَجَرّةً
في الصدرِ أمّي تضيءُ..
هي كوكبِي الدُّرِّي

كَانَتْ إذَا فَتَحَت جفنَ عُيُونِهَا
فيِ القلبِ أَقْرَأُ سرًا سورةَ العَصْرِ

رَاحَتْ..
وقلبِّي عند شاهدِ القبرِ مرتلُ:
"أماهُ تالله إنّي وأشواقّي من بعدكِ لفِي خُسرِ"

أستودعَ الله لقياكِ
أودهُ الرحمن أن يعدهُ لي قسمًا ..

كما أقسمَ بالشفعِ والوترِ