الفصل الاول

49.4K 554 8
                                    

قلب أرهقته الحياة ............الفصل الأول

فى أحد صالونات التجميل فى احدى القرى البسيطة فى محافظة المنوفية ،

...هدى ، يلا عشان تلبسى الفستان ، سرحانة فى ايه بس ، الساعة بقت 6 ، اوعى تكونى سرحانة فى الدخلة ...

... دخلة ايه بس ، انا قلبى مقبوض اوى ...

...من ايه يادودو ، دى شكة دبوس ، متقلقيش ...

... برده ، اقولها ايه تقولى ايه ، بت انتى ، ابعدى عنى دلوقتى ...

...أبعد عنك ازاى بس ، بقولك الساعة بقت 6 ، والعريس هييجى 8 ، يعنى يادوب تلبسى وتخلصى مكياج ...

صدر صوت فتاة أخرى من خلفهم

...ها ، ايه رأيكم ، مزة انا ، صح ، وحياتك لشباب الفرح كلهم بيجو يخطبونى الليلادى ...

ردت هدى بغضب ...ليلة أمك سودا ، الزفت ده مش كان ليه بودى ، لابساه من غيره ليه ...

ردت هدير ... ليه يادودو بس ، مش باين حاجة غير نص دراعى ...

... نعم ياختى ، ده نص دراعك ورقابتك واكتافك ، غورى من قدامى ياهدير وروحى البسى البودى ، مش كفاية الفستان هيتمزع من ضيقه ، يلا أمشى ...

...طيب ، براحة ، يعنى يرضيكى تنكدى على اختك الصغيرة ليلة فرحك ...

...وانكد على اللى خلفوكى كمان ، روحى ياهدير ، متطلعيش جنانى عليكى ..

تدخلت هيام وهى الاخت الثالثة لهما وهى أصغر من هدى أيضا لكن بسنة واحدة بينما هدير أصغر منها بثلاث سنوات

...خلاص ، روحى ياهدير بقى البسى البودى وعدى الليلة دى على خير ...

...يووووه ، ادينى رايحة ، ايه الارف ده ...

،،،وانتى ياهدى ، اهدى شوية مش كدة ، والنبى ده شكل عروسة ليلة فرحها ، آمال تمريض ايه بقى اللى بيقولوا عليه فاهم كل حاجة ...

...إيه ياهيام ، انتى ليه مركبة فى دماغك أنى خايفة من الدخلة ، بقولك قلبى مقبوض ، فى حاجة غلط بس مش عارفة هى ايه ...

...حاجة ايه بس ، هيثم بيحبك وبيموت فيكى كمان ، ناقص ايه بقى ...

..أه بيحبنى ، بس اهله بيكرهونى عما ، والنبى قفلى على السيرة دى ، وهاتيلى النيلة ده أما اتنيل البسه،...

...نيلة وتتنيلى كمان ، شكلها ليلة منيلة بستين نيلة. ..

ضحكت هدى على رد أختها هيام ، فهى أقرب أخواتها لها رغم الاختلاف الواضح فى طريقتى تفكيرهما،

فهدى لديها أربعة أخوات ، هيام وهدير أصغر منها ، وهايدى وهوايدا أكبر منها ، فهن بترتيب العمر كالآتي، ، هوايدا ثم هايدى ثم هدى ثم هيام ثم هدير،
هوايدا وهايدى هم المتزوجات فقط ، هوايدا فقط من لديها اطفال ، لكن هايدى متزوجة من سنة لكن لم يحدث حمل بعد ،

والدهن متوفى منذ أثنى عشر عاما ، وتولت والدتهن تربيتهن وحدها من ريع محل بقالة انشأته فى الدور الأرضى فى بيتها من مكافأة نهاية خدمة زوجها فى وزارة الأوقاف ، فقد كان مبلغا بسيطا لأنه توفى قبل أن يصل لسن المعاش،
ساعدتها هدى فى مصاريف أخواتها ، فقد كانت الوحيدة التى تعمل بينهن ، التحقت بمعهد فنى تمريض وأكملت بعده كلية تمريض ، وعملت فى أحد المستشفيات الخاصة المرموقة بشهادة المعهد ، و بمرتب جيد بالإضافة للاكراميات التى تأخذها من المرضى ، وليس فى يدها ، فقد كانت هدى ذات كرامة وعزة نفس عالية ، لا تأخذ مالا من المرضى أو زويهم ، لكن معظم المرضى يتركون لها مبلغ من المال مع الحسابات وقت خروجهم ، ولا تعلم به إلا بعد خروج المريض من المستشفى .

ارتفعت أصوات أبواق السيارات فى الخارج ،وارتبك المكان ، دخلت هدير مسرعة وهى تقول

... العريس وصل ، العريس وصل ...

خرجت هدى من الباب فى اتجاهها للخارج وخلفها اختيها يساعداها فى الحركة ، كانت كالملاك فى فستانها الأبيض وحجابها الزهرى الرائع، وجدته ينتظرها عند الباب يرتدى بدلته السوداء الجنائزية ،،كما تسميها هدى فهى تكره اللون الأسود جدا ،،

قبل يدها ، وساعدها فى ركوب السيارة ، كانت الفرحة تبدوا على وجهه ، عكس هدى تماما ، فقد كانت مهمومة ولا تعلم لماذا .

انطلقوا بالسيارات فى اتجاه استوديو التصوير الفوتوغرافي ، تم عمل البوم لهما كما يتم فى الافراح ، ثم اتجهت السيارات للمكان المقام فيه سرادق الفرح ، فقد صممت والدة العريس على إقامة الفرح أمام منزلهم وليس فى قاعة محترمة بحجة تخفيف المصاريف وزيادة فرحة الاهل ، وبالطبع الكل ينفذ كلامها ، وهذا أكثر ما كانت تخافه هدى .

صعدت العروسة والعريس فى اتجاه المكان المخصص لهما ، بعد ان سلمت على والدتها واخواتها هوايدا وهدير ، وبدأت أنغام DJ فى التصاعد ، وبدأ أهل العريس وأهل العروسة فى الرقص ،

بعد حوالى ساعة من بداية الفرح ، بدأت هدى تلاحظ همهمات بين الناس ونظرات غريبة لها من الناس خاصة من أهل العريس أو بمعنى أصح أهل زوجها ، وبدأ ظهور تجمعات من الناس مع بعضهم ، وبدأ ارتفاع الأصوات ، وظهر الارتباك بين كل الموجودين فى الفرح ،
وجهت هدى انظارها لأمها وأخواتها ، وجدت أنهن فى حالة غريبة ، لدرجة أنها لمحت دموع على وجه أمها ،
وقفت هدى وأشارت لل DJ أن يتوقف ، وارتفع صوتها وهى تنظر لأمها

...هو فى ايه ، مالكم ؟

صعدت هوايدا ف اتجاهها وهى مرتبكة تماما لدرجة أنها كادت تفقد توازنها لولا أنها تمالكت نفسها حتى وصلت لها ،

مالت على إذن هدى وهى تقول بصوت مرتعش

...الناس بتقول أن انتى حامل ....

يتبع

قلب ارهقته الحياة   " هناء النمر "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن