حدود العلم المادي أو التجريبي

57 8 0
                                    

حدود العلم المادي أو التجريبي:

العلم المادي أو التجريبي هو فرع واحد من فروع العلم والمعرفة الكثيرة، وهو الفرع الذي يتم فيه دراسة الظواهر الطبيعية والمادية في سبيل فهمها وكيفية وقوعها سواء لمجرد الفضول الإنساني ودافع التعلم المغروس فينا، أو للاستفادة منها، أو لدفع ضررها عنا.

فمثلاً هناك ظاهرة الصواعق Lightning strike التي تنزل من السماء فتحرق ما تصيبه من شجر أو أشخاص أو بيوت (وصوت الصاعقة رعد Thunder وضوؤها برق Lightning)، فهذه الظاهرة الخطيرة على الإنسان، استطاع العلماء على مر العصور فهمها واستنتاج القوة الكهربية منها، فاستفادوا من هذا الجانب كثيراً، وفي المقابل؛ استطاعوا أيضاً دفع ضررها بعد فهمها فصنعوا لنا (مانعة الصواعق) مثلاً، وهي ذلك الساري المعدني من مادة موصلة للكهرباء بحيث يكون موصولاً بالأرض وموضوعاً أعلى ناطحات السحاب والمباني المرتفعة وغيرها لامتصاص الشحنة الكهربية الهائلة للصاعقة إذا ضربته أو كانت قريبة منه وتصريفها في الأرض.

مما سبق نجد أن العلم المادي أو التجريبي محصورٌ بدراسة الظواهر الطبيعية التي يمكن رصدها وقياسها، وأما غير ذلك من العلوم والمعارف فهي لا تدخل في اختصاصه أصلاً، وهذا لا يعني أنها (غير موجودة).

وهذا كلام صحيح مائة بالمائة، فمثلاً.. المشاعر والأحاسيس، الحياء والإيثار والتضحية والحب والكرم والوفاء، أيضاً الجمال وتذوقه سواء بالسماع أو المشاهدة، فهذه كلها أشياء لا يمكن التعبير عنها ودراستها في العلم المادي أو التجريبي، فصوت العصفور الشادي لن يختلف (مادياً) عن أي صوت مزعج آخر في نفس درجته بالنسبة لأجهزة القياس !

ولكنه بالتأكيد يعني لنا نحن البشر الكثير..
وكذلك رسمة فنان موهوب على ورقته بألوانه لن تختلف (مادياً) عن شخبطة طفل صغير ليس لها معنى بنفس عدد الخطوط والألوان بالنسبة لأجهزة القياس !

وهكذا.... إذن:
العلم المادي أو التجريبي له (مجاله المحدد) الذي يعمل فيه، فهو يتلمس الأشياء في الكون من حولنا وفي أجسامنا والكائنات الحية ليدرسها، وأما عدم فهم ذلك فيؤدي إلى أخطاء فادحة.

#الوجه_الآخر_للعلم
#الباحثون_المسلمون

...Where stories live. Discover now