المواجهة ( ما قبل الزفاف)

1.9K 74 22
                                    

و إن كل سعادة في الحياة تتطلب الكثير من التضحيات
كثيرا من المعاناة..كثيرا من الصبر..كثيرا من التجاهل..كثيرا من التخلي
###
ما قبل الزفاف :
المواجهة :
وقف بكل ثبات أمام تلك الفيلا المطلة على البحر..نظرة واثقة في عينيه
و ابتسامة تحمل مرارة الماضي على وجهه
إنه يبدأ حياة جديدة و لذلك عليه أن يترك الماضي في بئر مظلم
و خانة مطمسة..
فتح ياسين الباب و الشرر يتتطاير مع عينيه مختلطا بالتوعد و التحدي

" مرحبا أخي.." قال آدم بثبات و تلك الابتسامة تزداد اتساعا و سخرية
لم يكن آدم لينهزم أبدا بالحقيقة..إنه يعرف الله الآن و الله دائما ما جعل أسيل بجانبه

كان ياسين يود أن يقتله في هذه اللحظة و ينتزع الابتسامة من على وجهه اتساعا..يتمنى لو ينتزع منه الحقيقة و لا يترك له حتى مجالا ليعيش في الوهم أو في الكذب

" لا أرى ملاكك الحارس..ألا تخشى على نفسك ؟ " كان ياسين يقصد أسيل
يحاول أن يستفزه كي لا ينتهي به الأمر قاتلا

ضحك آدم ضحكة خفيفة..ألقى نظرة سريعة على الأجواء ثم نظر مباشرة له
" هي تستطيع الوصول لي في أي مكان..و الملائكة تحاوطنا دائما
أنا أعذرك فأنت لم تشعر أبدا بهذا الشعور.." قال و هو يقتحم الفراغ الذي تركه جسد ياسين بسلاسة ليدخل دون اذن
و كيف لاقتحام أن يكون سلسا إلا لو كان ناتجا عن آدم ؟!

سحبه ياسين بقوة من ذراعه ذي الكتف المتضرر فأفلت منه آدم في سرعة
البرق و تحرك للخلف
مازال مبتسما..مازال ثابتا
" أ أ أ آه..القتال ليس من مصلحتك صدقني..فعندما تسفك دماء الأخوة يكون الثمن المدفوع كبيرا.." قال و هو يجلس على أول كرسي قابله
يجلس بفخامة واضعا قدما على قدم كما يفعل الملوك
وقف ياسين يتأمل حالته هذه بغضب ثم جلس أمامه

" حسنا..قد قطعتم طريقا طويلا خلفنا إلى مصر ؟ و لكن سبب قدومنا معروف..ماذا عن سيبكم ؟! " آدم يتصرف و كأنه صاحب المنزل و ليس المدعو
يتصرف و كأنه كسب المواجهة..يعمل كالتحقق يسأل الأسئلة منتظرا للاعتراف و لكنه يعرف السبب

" زفافي أنا و جانسو سيقام هنا..و أحببنا أيضا أن تجتمع بالعائلة " قال ياسين و هو يستريح في جلسته و يضع قدما فوق قدم أيضا في تحدي و كأنه يريد أن يريه مكانه المتدني في هذه العائلة

" آه بالتأكيد سيكون رائعا..الوحش ذو التنورة القصيرة و الأستاذ المجنون
ستشكلون فريقا رائعا.." لم يكن آدم يميل للإهانة و لا للسخرية
و لكن الألم في قلبه كان يجبره أن يتخذ كل الوسائل كي لا يحزن و لا يتألم من جديد

" آدم.." قال ياسين بصراخ هذه المرة و ملامحه تصبح وحشية ووجهه يحتقن
و لكن آدم لم يتحرك إطلاقا بل مد يده إلى علبة الشكولاه أمامه ليأخذ واحدة في هدوء
" المواجهة ليست في صالحك و أنت تعلم.." قال و هو يمضغ القطعة البنية الصغيرة في يديه

العشق المستحيلWhere stories live. Discover now