الفصل الثاني و العشرون

11.1K 404 21
                                    

الفصل الثاني و العشرون 


أوقف رائد سيارته أسفل البنايه التى بها مكتب الشركه وكذلك الشقه التى يقيم فيها عمار وكان الليل قد أسدل ستاره .. جلس فى السيارة لدقائق عاجزا عن الخروج منها .. هل سيكون عمار عند حسن ظنه به أم سيخذله ويضعف أمامها كما ضعف هو من قبل أمام أمها ؟.. كيف سيواجههما فيما لو نجحت زهرة فى مسعاها ؟ .. وفكر بمراره .. لأول مره يرى الشبه بين زهرة وأمها .. شارلوت ماتت ولم يكن يريد أن يفكر فى ما يسئ لذكراها ولكنه عندما كبر ونضج فهم ما لم يكن يفهمه عندما كان شابا غرا .. أستخدمت شارلوت كل أسلحتها الأنثويه للحصول عليه وحرضته ضد والديه فهل لزهرة نفس تصميم أمها فى الحصول على عمار ؟ .. وهل سيصمد أمامها ويقاوم أغراء حبها أم سيخضع لها كما فعل هو ؟ .. عندما أنهى أتصاله مع سارة حاول الأتصال بزهرة ولكنه وجد هاتفها مغلق وعندما طلب رقم عمار الجديد رد عليه السكرتير وأخبره أن عمار نسى هاتفه فى المكتب وأنه خرج بصحبة فتاة جاءت لزيارته فقاد رائد سيارته بسرعه ليصل قبل فوات الأوان .

خرج أخيرا من السيارة وخطواته ثقيله , كان المكتب مغلق بالطبع فصعد الى الدور الذى يليه حيث الشقه التى يقطنها عمار حاليا والتى كان يسكن فيها ابراهيم من قبله , ضغط على الجرس بيد غير ثابته , لم يتأخر عمار فى الرد وكأنه كان فى أنتظاره وراء الباب , نظرا الى بعضهما البعض وفى عينى رائد قلق وخوف وفى عينى عمار نظرة تحدى وكبرياء , خذله جسده فأسنده على الباب وأغلق عيناه للحظات يستجمع فيها شتات نفسه , أفسح له عمار الطريق وانتظره حتى دخل وتوجه الى المطبخ المجاور للباب مباشرة وفتح صنبور الماء ووضع رأسه تحت الماء البارد وظل فترة حتى هدأ غليان الدم فى رأسه وعندما رفع رأسه وجد عمار يقف خلفه يمد له يده بمنشفه أخذها منه شاكرا وجفف وجهه وشعره , جلسا بعد ذلك فى الشرفه وقد صنع عمار الشاى لكليهما .. لم يكن قد وجه أى منهما كلمه للآخر حتى الأن وجلسا صامتان يرتشفان الشاى وهما يراقبان الميناء الذى تلألأ بأضواء كشافات السفن المبحرة والراسيه , أنتهى رائد من كوبه أولا ووضعه على المنضده وسأله

- قلتلها أيه ؟

سأل وهو لا يتوقع منه كثير من التفاصيل

- مش كتير .. وحاول تقنعها بدل ماتغصبها .

- مش عايزة تقتنع .

- قولها الحقيقه .

- تفتكر هتفرق معاها ؟

شخر عمار ساخرا فنظر اليه رائد بغضب

- طب فى ايدى ايه أعمله تقدر تقولى ؟

رمقه عمار بنظرة كالصاعقه وهو يجز على أسنانه

فقال رائد بحنق ردا على نظرته

- قصدك أنك بتخاف عليها أكتر منى ؟ .. مهما خفت عليها مش هيبقى أد خوفى أنا .

- عندك حق .. أنت خايف عليها منى .. لكن مين يخاف عليها منك ؟

رواية : ((  زهرة بين قلبين  ..زهرة بين خريفين  ) )  ..كتابة :  مايسة ريانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن