البارت السادس

197 24 3
                                    

صلينا الفجر وجلسنا قليلا ثم جهزنا أنفسنا واكملنا السير ...
ففي يومنا الرابع قد هطل المطر بصورة جزئيه ونحن نمشي وكان المطر ينزل ليذهب كل ذنوبنا فيالها من صورة جميله جدا للمطر ، وكيف وهو يغسل جروحنا وأحزاناً وكذلك ذنوبنا فزيارة الحسين ( ع ) هي حجة كبرى ايضا ....

في سيرنا وجدت كل انواع الطعام وكل ما تشتهيه النفس وما قد ترغب به ..
رأيت الانسان وكذلك الحيوان وهم ينعمون بطعام سيبقى داخلهم لباقي الزمن ..
ووجدت مختلف الجنسيات والأشكال والألوان من الناس فالحسين ( عليه السلام ) لا يزره ذو الشكل المميز
او ذو المال الوفير
او ذو النسب والجاه الثقيل
والمركز الثقافي والسياسي ....
فالحسين ( ع )  لكل البشر ولا فرق بين طائفة ولون وجنس كذلك ... فاروع صور الحب والعطاء قد تشاهدها في تلك الزياره المليونية التي تتخطى الـ 40 مليون في كل سنة تقريبا والمشككين في ذلك الرقم في كل سنة يخذلون فهو الحسين ( ع ) والحسين ( ع )  هو نور الحياة وقد علمنا ان المظلوم سينصر ولو بعد حين ..
جاء في ذهني ذلك القول عن الامام الحسين ( ع )
كونوا احرار ولا تبقوا عبيد ...

هكذا هو الامام الحسين ( ع ) ضحى بكل ما يملك لأجل الله ولإبقاء على دين جده محمد ( ص )

فما انتصرت السيوف على الدماء وانقلبت الآية وانتصرت دماء الحسين ( ع ) وأهل بيته وصبر زينب ( ع ) على سيوف الكفر وتلك الشجرة الملعونة 

بين كل تلك الصور انتهى يومنا الرابع .....

وها قد بقي القليل للوصول لكربلا فنحن الان قد وصلنا لعمود 600 اَي على بعد 50 كم عن قبة الامام الحسين ( ع ) نزلت الشمس ونزلنا عند احد المواكب الحسينيه لكي نرتاح قليلا وبعدها نمضي في مشينا ..
توقفت كثيرا هنا لمن اجدد عهدي واهدي كل خطواتي تلك فلم اجد اهم وأغلى من ذلك الموجود بيننا الذي يرانا ولا نراه ، الذي ابتعدنا عن رؤيته بسبب ذنوبنا وأفعالنا ، ولم نتقرب منه ، ولم ندع له بصدق من أنفسنا ، نطلب يوميا من الله تحقق ما نحتاجه ولا نطلب من الله بالتعجيل بالفرج له ...
فبظهوره سيرجع حق اهل البيت لهم بعدما سلب منهم ...
فاللهم عجل في فرج ذلك المولى وجعنا من الذي يقاتلون ويدافعون عنه ويستشهدون تحت لوائه ....

فكانت جميع خطواتي له لعل الله يتقبلها ...

ارتحنا قليلا وصلينا ثم قبل وقت السحر  تجهزنا ومضينا في طريقنا للأمام الحسين ( ع )

بدانا السير واعيننا جميعا تتخيل القبتين الحسينية والعباسية ... وكلنا شوق للوصول لها ..

في طريقنا وجدت كل معاني الحب والعشق الحسيني الموجود عند زوار وخدام الامام الحسين ( ع ) فكلن منهم يخدم الاخر .... وكل منهم يشكر الاخر ، وكل منهم يدعو للآخر ويوصي الاخر بالأجر والدعاء ....

بعد عدة ساعات وصلنا لمدينة كربلا وجلسنا نرتاح قليلا وبعدها سنواصل المشي لقبة الامام الحسين ( ع ) فنحن على بعد أمتار قليلة على ضريح الامام العباس ( ع ) وراينا قبته الشريفة من بعيد ..

بعد الصلاة نهضنا من جلوسنا وبدانا السير وأخذنا من بعض الخدام ورقة مكتوب بها زيارة الأربعين ...

ووصلنا لما بين الحرمين الشريفين وبدات القراءة بصوت حزين جدا ..

مولاي قد لبينا النداء فاسلك بكل ما ضحيت ان تتقبل امك الزهراء منا هذه  الزيارة وان تضمنا تحت ردائها.....
وتوفقنا في  السنة القادمة لزيارته

او ان ترحمنا ان كنا في قبورنا وتضمنا معهم في الآخرة ... صلينا وكل منا طلب أمنياته وأعظم وأكثر أمنية كانت عند زوار الامام الحسين ( ع )  وخدامه.....
هي ان يعجل الله في فرج الامام المهدي ( ع ) لينير هذه الارض بنوره وياخذ بثائر الامام الحسين ( ع ) وأهل بيته ممن اغتصبه ...

قبل رحيلي جاء في بالي ذلك السؤال فقبل ان اسال احد الاشخاصِ قد أجبت عنه ..
كان السؤال :
من هم الأكثر ازوار الحسين ام خدامه ..
فبمثل اللحضه أجبت عن سوالي ..
{ ان خدام الامام الحسين ( ع ) هم زواره وكذلك زوار الحسين ( ع ) هم خدامه }

فاسأل الله ان يطيل بعمرنا السنة القادمة ونزور الامام وان يعجل في فرج الامام المهدي ( ع ) وان لا يحرم احد من زيارته ...

فزياره كربلا تحيا روح قد أهلكتها متاعب الحياة ومشاكلها ومصاعبها ...

انتهى قصتنا لزيارة الامام الحسين ( ع ) ورجعنا لبيوتنا وعائلاتنا وأصدقائنا ... ولكن السؤال هو رجوع زينب من عند الحسين ( ع )
وكيف بتلك المراه التي تحمل كل هذا الصبر وترى كل ما رأت ترجع بدون اخوتها ...

صور الحزن والالم وقلبها الممزق بكل ما رأت لا يمكن لاي أنسان على وجه هذه الارض تحمله فكيف بها ( عليها السلام ) ...

كانت تجلس عند بيوتهم الطاهرة وتنعاهم ولطول سنة كامله .. الا ان اخذ الله روحها الطاهرة ... فسلاماً على جبل الصبر زينب ( ع )
وسلام على الحسين ( ع )
وعلى علي ابن الحسين ( ع )
وعلى أولاد الحسين ( ع )
و على اصحاب الحسين ( ع )

يتبع ...
كاتب عشريني
علي محسن ✍🏻✨

| مذكرات زائر | ✍🏻 علي محسن Where stories live. Discover now