سلام ٌ على إبراهيم

292 21 5
                                    


سلام ٌ على إبراهيم

عندما أردنا القيام بعمل حول إبراهيم، بذلنا قصارى جهدنا لننجزه بعون الله على أفضل وجه؛ مقتنعين بأن هذا الكتاب لم يستطع إظهار قطرة من بحر كمالات وعظمة إبراهيم.

بدايةً، أشكر الله لأنه عرّفني إلى أحد عباده الأطهار والمخلصين، كما أشكره؛ لأنه اختارني لهذا الإنجاز. في هذه الفترة، شعرت بكثير من التغيرات في حياتي.

سنتان من الجهد المستمر، ستّون مقابلة، عدد من الأسفار ومرّات من إعادة تنظيم النص. أحببت أن أختار اسمًا مناسبًا للكتاب ينسجم مع أحوال إبراهيم وشخصيته.

التقيت بالحاج "حسين"، سألته: ما الاسم الذي تقترحه للكتاب؟

"الأذان"؛ لأنّ كثيرًا من شباب الجبهة، يعرفونه من خلال أذانه، ذلك الأذان العجيب. 

بينما اقترح أحد الشباب الجملة التي أطلقها مرةً الشهيد "إبراهيم حسامي" على الشهيد إبراهيم هادي: "العارف الفتوّة"، لكنّني اخترت في قرارة نفسي العنوان الآتي: "معجزة الأذان". 

كان الوقت ليلًا عندما كنت أفكر في هذا الموضوع. لفت نظري قرآن على

281

الطاولة بالقرب مني. أخذت الكتاب الكريم، ورددت في قلبي: "إلهي، لقد كان هذا العمل لأحد عبادك الصالحين والمجهولين. أريد أن أستخرج عنوان الكتاب من بين صفحات القرآن".

ثم أكملت: "كل العمل إلى الآن مدين للطفك. فأنا لا أعرف إبراهيم، ولم أكن بعمرٍ يسمح لي بالذهاب إلى الجبهة، لكن محبتك شملتني كي أنجز هذا العمل.

إلهي، أنا لا أعرف كيف أستخير، ولا أستطيع استنباط معنى الآيات". 

ثم قلت: "بسم الله"، وقرأت سورة الحمد، وفتحت المصحف الشريف. ووضعته على الطاولة. 

نظرت بدقة إلى الصفحة التي فُتِحت أمامي، وانخطف لون وجهي لِما رأيته...

شعرت بدوار في رأسي. ومن دون إرادة مني، اغرورقت عيناي بالدموع. ظهرت الآيات 109 وما بعدها من سورة الصافات: قدس سرهسلامٌ على إبراهيم. كذلك نجزي المحسنين. إنه من عبادنا المؤمنين دام ظله. 

*******

282

 

ســلامٌ عـلى إبراهيــم "مكتمل "Όπου ζουν οι ιστορίες. Ανακάλυψε τώρα