الفصل الاول

10.8K 127 0
                                    

نزلت سارا من الاوتوبيس في وسط المدينة , ودخلت إلى شركة غرابلويل وسمال للمحاماة المتخصصة في المسائل البحرية .

وما ان دخلت الى مكتبها حتى اخبرتها السكرتيرة ان المدير يريد رؤيتها . دهشت الفتاة لأنه ليس من عادته الوصول الى الشركة بهذا

الوقت المبكر , فحملت دفتر ملاحظاتها وقلمها واتجهت نحو غرفة مكتبه.Rehanaهمسات روائية

كان السيد غرابلويل يقف أمام مكتبته الزاخرة بالكتب القانونية يدخن غليونه , وهو رجل مسن سمين , حيته سارا بتحية الصباح ووضعت

دفترها على طاولة المكتب , فطلب منها الجلوس على المقعد المخصص للزبائن , هذا يعني أن السيد غرابلويل طلبها فقط للثرثرة .

فجلست وهي بغاية الشوق للعودة الى مكتبها لمتابعة اعمالها المكدسة .

اقترب الرجل من مقعده بخطوات عصبية وألقى نظرة على الاوراق المبعثرة على مكتبه وهو ينفث دخان غليونه .

" الطقس حار جداً " قال وهو يجلس على مقعده, ثم تأمل سارا مفكراً ثم سألها بلطف:

" كم مضى على وجودك في هذه الشركة , آنسة مارتندال ؟"

" عشرة أعوام تقريبا " أجابته باحترام .

" آه , نعم ! لا زال اذكر تلك الفتاة الخجولة التي كانت في الثامنة عشرة من عمرها وهي تدخل الى مكتبي لأول مرة "

ثم ضحك بصمت كعادته , وكانت سارا معتادة على مزاجيته , وإذا سارت الامور سيرها الطبيعي , فهي ستنتهي منه بعد عشرة دقائق.

" كان والدك لا يزال حياً" ذكرها مرة أخرى "كنت صغيرة جداً عندما توفيت والدتك , انت تعلمين انني ووالدك كنا في الجيش معاً "

" نعم سيد " اجابته بأدب وتهذيب وانتظرت ان يتابع نفس الحديث كعادته , لكن كان ينظر اليها هذه المرة نظرة غريبة ويبدو فكره

مشغولاً, ولم يسألها سؤاله التقليدي اذا كانت مرتاحة في عملها , فتجيبه بأنها سعيدة جداً , فيتبادلان التحية وتعود اخيراً الى مكتبها.

" هل سبق لك ان سافرت , آنسة مارتندال ؟"

سيطرت الفتاة على اضطرابها امام هذا التغيير الغير متوقع في سير الحديث . Rehanaهمسات روائية

" سافرت مرة مع والدي الى ايطاليا , ومرة ارسلتني الشركة إلى باريس "

" آه , نعم , يبدو ان ذاكرتي أصبحت ضعيفة "

لاحظت سارا توترا في حركات يديه وهو يقلب صفحات احد الملفات بدون حاجة ظاهرة .

" أتمنى أن اعهد اليك بعمل صغير , آنسة مارتندال "

يا الهي , ماذا سيطلب منها , الآن ؟ بدون شك سيكلفها بمهام مزعجة تتطلب منها البقاء بعد دوام العمل الرسمي , لكنه تابع :

قوس قزح // روايات عبير الجديدةWhere stories live. Discover now