٣٥| صقيع

944 104 94
                                    

•سبح بحمد ربك الكبير المتعال : الذي هَداك وعَافاك وسَترك وأعطاك وأغناك
•‏﴿وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ﴾.‏
•‏﴿رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ﴾

لطفًا ، تصويت (نجمة/فوت) + تعليق + تعليق بين الفقرات

***

ما يزال الليل في بدايته في القرية ، الاطفال يلعبون تحت اضواء الفوانيس و الشعاع الخافت للقمر الناعس ، و مكثت كاثرين امام منزلها تتكئ و تفكر بطفلها ، الطقس السابق لم يساعد في ارسال او استقبال الرسائل من المدينة ، ما تبقى لديها هو بضع كلماتٍ جوفاء من جهيريس تطمئنها ان ابنها بخير ، ومع ذلك ، بقي القلق يلتهم قلبها ، حاستها السادسة اخبرتها ان شيئًا سيئًا سوف يحدث لا محالة في القريب العاجل ، لكنها مع ذلك بقيت متماسكةً ، تفكر فقط في سلامة ابيها و ابنها ، منذ ان غادر سايروس ببضعة اشهر ، انهلت على والدها العروض و الاعمال لحد السيوف و صناعتها ، و هو بطيب خاطرٍ قام بعمله على اكمل وجه ، حتى انه استأجر صبيًا يتيمًا ليساعده ، يحمي الحديد و يشعل الموقد و يدق معه ، علمه الحرفة كما يجب و تكفل بإطعامه و اعطاها راتبًا سخيًا ، لأنه يعتقد انه بهذا لا يعوض مكان سايروس بأحدٍ اخر ، لكن بطريقته بالطبع

من جهةٍ نتج عن ذلك ان حالهم تيسر كثيرًا ، و صارت تأمل كاثرين لو ان ابنها يعود يومًا ولو لزيارة ، عاد ابوها يحث الخطى ، يقهقه مع احد صغار القرية الذي يتحدث عن حفيده ، تبسمت كاثرين غير آخذةٍ بالحديث نفسه ، لكن ان تجدهم يحبونه و يظهرون اهتمامهم به بازعاجه بطريقتهم المعهودة جعلها تتبسم للحظة ، ثم تطرق برأسها حزينة

راحة يدها تعرقت للحظة من فرط التوتر ، وهي تفكر ان سايروس ليس في الجنوب فقط ، حتى لو كان عمله منحصرًا على مايرين نفسها ، لكنه يضل في الجنوب ، اي لحظة تمر فيه هناك يتضاعف الخطر على وجوده ، وماذا لو لسببٍ ما ذاع صيته؟ لو ان احدهم لاحظ سحره؟ ماذا لو انهم اكتشفوا من هو حقًا

"ما الأمر معك يا ابنتي؟." قال ابوها ، يده الدافئة حطت على كتفها ميقظةً اياها من سرحانها ، كانت تدرك جيدًا ان وجهها شاحب للغاية ، ولو انها لم تره ، لكن الذعر انتابها ، وقالت بصوت خفيض "انا بخير." رافضةً ان تخبر بما وراءها

"لا تخافي على ابننا." قال ابوها بهدوء ، كما يفعل دائمًا في كل مرةٍ تسرح فيها تطفق بالتفكير فيه

"لا اخاف ، سايروس ليس بشخصٍ يخاف عليه." ابتسمت لنفسها ، عليها ان تقنع نفسها بذلك في النهاية ، لكنها لا تخاف على سايروس ممن هم حوله اكثر مما تخاف عليه من نفسه

"جيد.." قال لها ، رغم انه يدرك بأنها قالت ذلك لتنهي النقاش ، واخذ مقعده على الشرفة ينظر الى الاولاد يلعبون و الى المارّة

ظل الذِّئب | تنزيل بطيءWhere stories live. Discover now