٦١

43.4K 1.1K 50
                                    

الحلقة٦١ ....ليالي (الوجه الآخر للعاشق )

كانت الغرفة اثاثها قاسي وحاد بعض الشيء ، وستائرها سميكة وذات ألوان قاتمة ...اختبئت خلفها وقلبها يدق بعنف ....
حتى دلف أحد وظله مخيف كالشبح ....

تسارعت انفاسها بخوف وسمعت صوت أغلاق الباب والظل يقترب ، حتى لمحت خيال لطفل صغير يوضع على مقعد واستقام  الظل مرة أخرى .....

أخرج عمر قداحته من جيبه وبدأ يشعل الشموع المدفونة بقالب التورتة وتعجبت ليالي عندما اختلست النظر سريعا كيف لم ترى ما على الطاولة وهي تدخل أم ذلك من شدة توترها .....

جلس عمر أمام آدم وأخرج هديته واعطاها له وأردف قائلا :-
_ كل سنة وماما طيبة يا آدم ، دي هديتها ، النهاردة عيد ميلادها

قال آدم بضيق :-
_ نفسي أشوفها ..يابابا ..هي هتيجي امتى ؟
أجابه عمر بابتسامة :-
_ قريب أوووي
قطع  قطعة كيك وقدمها للصغير حتى يأكلها ثم توجه إلى صورتها المثبته على الحائط وشاءت الصدف أن مكان اختبائها بجانب موضع الصورة لذلك لمحت وجهه وهو يتحدث وكأنه يراها عبر الصورة ذات الايطار الخشبي الكبير ...
_ كل سنة وانتي طيبة يا حبيبتي .

انهمرت دموعها ودق قلبها بقوة لتذكره هذا اليوم بعد كل تلك السنوات ، مال العشق وطرد موج التمرد حتى سبحت مرة أخرى في حبه دون أن يمنعها الكبرياء ...

نظر للصورة طويلا وبعمق ثم استدار ليذهب لفهد ولكن توقف في منتصف الطريق فجأة عندما لمح جانب وجهها وهي تختبئ وتنظر للأسفل  ......

شعر بها وتأكد انها هي من تختبئ من حركتها المتوترة ، ابتسم بمكر...
وقال لآدم :-
_ تعالي نروح لتيته يا آدم نوريها الهدية ..
صاح آدم بضحكة وتحمس لذلك حتى نهض وأخذ هديته وركض بإتجاه الباب ...

خرج عمر ومعه الصغير لخارج الغرفة ولكن توقف بمنتصف الطريق وقال لآدم مرة أخرى  :-
_ روح انت وانا هاجي وراك
ركض الصغير بضحكته الطفولية الى غرفة جدته وعاد عمر إلى غرفته مجددًا .....

كانت تتنفس الصعداء معتقدة أنه لم يكتشف وجودها حتى تحركت بإتجاه الباب وكادت أن تفتحه حتى فتحه هو ووقف أمامها بنظرة عميقة .....

تجمد جسدها من الصدمة ومن نظرته المثبته عليها وكيف تبرر موقفها الآن ....بلعت ريقها بصعوبة ثم قررت أن تكشف هويتها ..

رفعت غطاء وجهها معتقدة أنه سينتابه بعض الدهشة ولكن وقف يتأملها بثبات وعمق ونظرته غارقة بوجهها حتى استدار وأغلق الباب بالمفتاح ووضعه في جيبه ولكن هذه المرة تبدل وجهه للغضب وهو يقترب منها ببطء وهي تبتعد ولم تجد الكلمات مجراها على فهما لتنطق بل انتفض جسدها خوفا من نظرته وردت فعله .....
يقترب بخطوات ثابته وعيناه مليئة بالغضب مما جعل عيناها تنزف دموعها بكثرة كالشلال ، قالت وهي ترتجف عندما اقترب منها :-
اسمعني الأول يا عمر ..انا والله العظيم كنت ....
قاطعها وهو يجذبها اليه بنفس الغضب ولكن لم يتطل هذا الغضب الذي كان يتظاهر به بتسلية من داخله ، شدد ضمته عليها بقوة حتى تألمت ضلوعها وقلبها يرتجف من الصدمة من هذا السيل الهائل من العاطفة التي تصببت بها موجات قسوته وقذفتها في بحر العشق بعد سنوات سبح فيها الألم ....
تنهد بعمق وهو يردد اسمها مرارا وهمس بجانب اذنها :-
_ بحبك وبموت فيكي ، ماعشتش يوم واحد فرحة بعد ما بعدتي عني
ابتسمت وهي تبكي من فرحتها وقالت وهي تنظر لعيناه :-
_ كنت فاكرة أنك هتعاقبني
ابتسم لها بعشق وهو يغرق بعيناها هائما :-
_ مش هنكر أني كنت ناوي كدا لما عرفت ، عشان كدا بعدت اليومين اللي فاتوا ، عشان اهدى ، ولما اجي اتكلم معاكي مايكونش في ثانية واحدة زعل تاني ....لو تعرفي انا كنت عايش أزاي هصعب عليكي ...عملتي فيا ليه كدا
تأملته طويلا بنظرة عاشقة ثم قالت :-
_ عملت كدا ....عشان اللحظة دي تيجي ومايكونش جوانا أي حاجة غير فرحتنا ومايبقاش بينا أي حاجز  يبعدنا تاني ..
قبًل رأسها ثم نظر لعيناها بشوق .......

ليالي.. الوجه الاخر للعاشق..الجزء الأول .. للكاتبة رحاب إبراهيم ❤️❤️Where stories live. Discover now