الفصل الواحد و العشرون

5.8K 158 3
                                    

الوتر الثاني ...
كانا جالستان في النادي و احدة تتكلم و الأخرى شاردة  ... و الأولي تحاول تلطيف الأجواء و الثانية عابسة ...
و الأولي طفح كيلها ...
و الثانية لا تزال علي وضعها ....

_ فريدة : قوليلي يا غادة يا حبيبتي انتي جايباني و مخلياني اسيب الكلية علشان تقعدي ساكتة كدا و لا درس جديد و لا ايه الحوار

سحقا ... لا تزال صامته .. لا و شاردة . 
و لا تنظر لها ...
وهي فريدة ...
وفريدة تكره عدم الاهتمام ... و فريدة تسيطر و الاهتمام سيطرة ...
و غادة صامتة ... و الهاتف يرن  ....
و غادة تغلقه و للمرة الخامسة.. ثم تصمت

_ فريدة : غادة ... مش معقول كدا

_ غادة : طلب ايدي

_ فريدة : هو مين ؟!!

_ غادة : شريف

_ فريدة باندهاش : ابن عمك !!!!

اومأت برأسها بينما نظرت لها فريدة بدهشة لتنطلق منها ضحكة شقية ...

_ فريدة : طب تصدقي فعلا انا كنت حاسة من الاول

_ غادة : كنتي حاسة بايه !!!؟

_ فريدة : انو بيحبك يا هبلة

ابتسمت غادة ساخرة وهي تخفض بصرها وهي تسترجع كلماته عن العروس و ...

_ غادة : كلام فاضي

تمتمت بها وهي تسترجع بهدوء كلماته السامة التي ألقاها عليها ليلة أمس ... و أشعاره لها بأنها ليست صاحبة بيت .. أنه يضغط .. و يتحكم ... و سيطرته المطلقة تدفعها للجنون .. أما هو فيقف و يبتسم بكل غرور

_ فريدة : بتقولي حاجة ؟!!

_ غادة : هاه .. لا ابدا .. بقول يلا بينا علشان منتأخرش

و في طريقهما للخارج ... رأته يستند علي سيارته و ينظر لها بعيناه الحادة ... تقدم ناحيتها بهدوء ..
ذاك الهدوء الذي تخيلته فريدة .. مسكينة !!
لا تعرف أنه الهدوء ما قبل العاصفة ..
و الآخرى كانت ترى غضبه في عيناه التي رسمت بمكر ملامح برود كاذبة ...
ابتسمت فريدة و استأذنت للذهاب .. حتي يخلو للخطيبان الكلام ...
الم تقل أنها مسكينة !!!
لم تجعله يتفوه بكلمة أشارت له بيدها بأنها تريد أن تمر و مرت .. ودخلت السيارة و جلست ..
و تأهبت لسماع اسطوانة غضبه المعتادة  ...
جلس جوارها و قاد السيارة ...
لما كل ما يفعله اليوم مناقض له ..
السيارة تسير بالسرعة العادية و في حكمه هذا بطئ ...
و كلماته ايضا خرجت بطيئة ...

_ شريف : مبترديش علي مكالماتي ليه ؟

صمتت و صمتها قتله ... يكره التجاهل ... و يكره من يتجاهل و هذا قانونه الثاني ...
أوقف السيارة بسرعة  .. بينما شعرت هي بأن لم يعد سوى القليل و يرتطم رأسها بالسقف ...
غبي ... تمتمت بها .. لا يتمالك نفسه عند غضبه .. و هي غضبه ..
او ربما ... نفسه !!!

على أوتار العشق ( الجزء الأول : مكتملة )Where stories live. Discover now