الفصل الخامس

48.7K 1.2K 92
                                    

إذا شعرت أن روحك بين قبضة غيرك، إعلم أنك وصلت للقاع وبقائك ما هو إلا مسئلة وقتٍ!
سرين عادل

مسحت روسيل دموعها رابتة فوق ظهر ميان بحزن وخوف، تعلم أنها تعرضها للخطر ولكن أقنعت نفسها أن هذا غير مؤكد فمن الممكن أن يتحدث فقط.. كما أنها لن تتركها لو مهماحدث!
وفي جميع الأحوال جميع الطرق مقبولة عدا التعرض لوالدتها بأي شئ.. لا تستطيع خسارتها مجدداً بعد أن عادت!
- انا مش هسيبك متخافيش
نظرت لها ميان رامشة بقلق ورجفة، ومسحت روسيل فوق خصلاتها بإطمئنان رغم أنها تفتقده وقد تيبس عقلها تماماً منذ إعتراف جميل!
- اهه هناك مش هنتأخر.. اتنفسي بس طيب
أومأت ميان برعشة تعلم أنها لن تتركها بالفعل لومهما حدث .. ولن يأذيها !
- متكتميش نفسك عشان خاطري ياميان طيب
أومأت لها مجدداً وسالت أول حبة عرق باردة فوق عنقها النابض بجنون
- انتِ جاية معاها ليه يابت؟!
نظرت له روسيل بعصبية، وإقتربت صارخة بوجهه
-
خلصنا ياجميل قول عاوز ايه.. لو حد عرف عن اللي بيحصل هيقتلوك
نظر لها بإستهزاءٍ
-
لا متخافيش انا عامل حسابي.. والساعة اللي هتجتل فيها هيتجتل اللي عملها بعدها علي طول وحماكِ عارف دا كويس جوي.. شكلك نسيت احنا مين ونجدروا نعملوا ايه يابت الجيار!
-
انت متخلف؟.. انت مش عارف انت واقف ضد مين.. الناس دي معاها سلطة
بلاش الحقد اللي فيك دا وكفايا ضيعتني.. انا مستحيل اسيبلك ميان
رمشت ميان بخوف وقد اصبح خفقان قلبها مُتضاعف للحد الأعلي
مال فمه بسخرية مُلقياً حديثه اللاذع ببرود
- اهم الناس بتاعت السلطة دي وجعوا في واحدة *** سبجه ليها غيره
بكت روسيل فجأة بحرقة وقد بات حديثه جارحاً بشكل مؤلم

-
انت ليه كده.. ليه السواد اللي جواك حولك شيطان.. ازاي تعمل فيا كده وليه.. حرام عليك انا بنت عمك
ضحك بسخرية ناظراً لها بإشمئزاز من أعلي لأسفل
- لا ياشيخة.. دلوجتِ افتكرتِ انك بت عمي.. ايه راحت فين الدكتورة المتعلمة يا.. مره!
ارتجف جسدها كما رمشت عينها اليسري مرة مُسيلة دمعة سقطت من قلبها أولاً بجرحٍ غائر
قبضت ميان أصابعها وقد بدأت تشعر بألم رئتيها وقلبها، فِيما شهقت روسيل مُتنفسة بقهرٍ وكره لم تشعر به لأحداً من قبل.
ابتلعت ريقها محاولة إنهاء الحديث معه ومهما بلغت من السباب لن تستطيع صد أحد أشباه الرجال!
- عاوز ايه من ميان؟!.. خلص عشان نطلع ممكن يعرفوا
نظر لوجه ميان الثلجي وقد هربت دمائها تماماً، بينما عينيها مازلت ناظرة للأسفل كما هي لم ترفعها ولو لمرة واحدة ، ثم عاد ببصره نحو روسيل متحدثاً بتهديد

-
لو مرجعتيش اوضتك دلوجتِ الكل هيعرف.. اجولك ليه؟!
نظرت له بقلق وتابع هو بإستهزاء من تفكيرها
- لان ياذكية.. حماكِ وولاده مراجبين الواضع.. يعني هيعرفوا جوام انك مش في اوضتك يا ام مخ تخين.. لان ببساطة البجر ولاده هيبعتوا اللي يشوف اوضتك دلوجتِ..
هم فاكرين اني عاوزك ياحببتي.. فإتنيلي إرجعي ولمي الدور بدل ما يعرفوا وتجلب عاركة مش هنخرج منها الا بالدم

أغمضت ميان عينيها علي ذكر سيرة الدماء كما زادت من إعتصار قبضتيها امامها برعشة من حديثهما
- انت ازاي بالغباء دا.. ازاي متخيل انهم هيسبوك .. ازاي...؟
- اخرسي عاد كفياكِ حكي فارغ
صرخ بها وشهقت ميان بإهتزاز و قد بدأ عنقها ينبض بجنون خطير لامعاً من شدة تعرقها المفاجئ، بينما تابع جميل بهتافٍ غاضب ساخط
- جُلتلك لو حد عملي حاجة هيروح فيها.. والبيه الكبير حماكِ عارف ديه انا متأمن كويس ياحببتي.. فهو أكتر واحد هيحميني عشان سواء المحروس جوزك ولا موسي اخوه جربولي هينجتلوا!
نفت ميان برعشة وذعر تريد توسله ألا يقتل موسي، ولكن تشنج لسانها منعها من النطق ولو بحرفٍ واحد!

وميض العشق.. الجزء الثاني من كيف عشقتOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz