الحلقة الأولى

25.7K 480 45
                                    

الحلقة الأولى

"تعلن الخطوط الجوية الأيطالية عن وصول أخر رحلاتها من الأراضي المصرية لهذا اليوم ..
نرحب بالسادة الوافدين على متن الراحلة القادمة من مدينة العاصمة .. مع رجاءنا لهم بالتوجه لأقرب نافذة لإتمام باقي الأجراءات .."

كان ذلك صوت المذياع الذاتي المنبثق بالغة الإيطالية من جميع زوايا صالة الاستقبال بتعددها "1" داخل المطار الدولى في العاصمة الإيطالية "روما" ...

بعينان حادتان كعينين صقرٌ جارح هاجر عشهُ لنيل فريسته، وببنية جسد اشتدَ عزمها لردع المخاطر، تقدم بأحد قدميه على أولى درجات مدرج الطائرة الهابطة منذ دقائق معدودة، عقب تجانس عجلاتها الضخمة مع باطن الحدود الجغرافية لتلك الدولة ..

توحي معالمة الصارمة والجدية للوهلة الأولى بشبيه هزيم رعد ليلةٍ عاصفة شقَّ رحب السماء الملبدة بالغيوم ...

أو بتدقيقٍ مجهري كان كالفهد ملتحفًا بعباءة البشر .. يغزو داخله سبع أروحٍ قطةٌ برية .. لا يستصعب عليه أمر .. ولا يخنع راكعًا إلا لربه ..

هكذا عُرفَ بين من يقدر قيمته بـ (ف-خ-م 101) !!

فقد وهبهُ الخالق عقلٍ حكيمٍ ودهاءٍ شديدًا عن من حوله، إضافة لسرعة حركاته المزدوجة أمام عدوه حتى اصبح لمن يعمل بجواره فخرًا، وقدوة لمن يحلم بأن يكون بجواره يوما ما ..

أتمَّ اجراءاته الاخيرة علي خير كباقي المسافرين علي نفس رحلته، مغادرًا عقبها باتجاه تلك السيارة الحديثة وسائقها ابن هذا الوطن، الحامل بين كفيه بلافته متوسطة الحجم مدونه عليها باﻹيطالية اسمه الثلاثي ...

" ياسين أحمد سلامة "

أعتلى مقعدها الخلفي بهدوء صامت لا يعكس ما بداخله، بعد أن ترك حقيبته الوحيدة ليدخرها ذلك السائق فى مكانها المخصص داخل تلك السيارة ..
الذي ما أن اتم مهمته حتى توجه دون تباطؤ لمقعد القيادة للتحرك به تجاه وجهتهما المحددة مسبقًا ..

بعد ما يقارب العشرون دقيقة جابت به تلك السيارة بسائقها بين شوارع العاصمة الرئيسية، استكانت امام صرح مهول من أكبر المجموعات التجارية داخل الأراضي الأيطالية والممتدة لخارجها أيضًا ...

تحرر السائق من مقعده عقبها بمهارة تجاه الباب المجاور لمقعد ضيف سيده والحائل بينهما، مع حركة فتحه السريعة ترجل فهد البشر بوكاره وهيبة جسده الخاصة تجاه استعلامات ذلك الصرح، ليعلن أمام أفراد هيئتها بحُليهم المُنمَّقة عن اسمه كاملا، رافق حديثه هويته الرسمية .. ليخبره رئيسهم بدوره بعد أن تدفقت منه عبارات الترحاب، بانتظار مالك هذا الصرح ومديره له على أحر من الجمر ..

بعد عدة ثواني تم احتلال المصعد من قبله للطابق الخامس والستون .. حيث طابق إدارة المجموعة التجارية ....

العميل 101Where stories live. Discover now