الفصل الثاني

34 2 0
                                    

وثأرت لنفسى...
الفصل الثانى

عاشت أعوام من الظلم والقهر لقد ظلمت نفسها قبل كل شئ من لحظه صمتها عن حقها وشرفها حتى أصبحت فى الصف الثالث الثانوى  كانت تكبر ويكبر معها الظلم والحزن والقهر من اقرب الناس لها، كانت تجلس عمتها مع أحد جارتها وهى تقول بتهكم :ما تشوفيلى يا ام محمود كدا عريس للبنت زهرة خليها تغور من وشى بقا انا استحملتها كتير كفايه حتى انى مقاعدها معايه انا وبنتى وطارق ابنى  بعد ما سمعت عنها الكلام ال*** من الناس والجيران كلت وشى وانا الصراحه خايفه على سمعت سندس بنتى وانتى عارفه كلام الناس
ام محمود وهى ترتشف من الشاي : والله يا ام طارق انتى ست طيبه.. طلبك عندى ياختى
نادية بفرحة :بجد يا أم محمود! والله يبقا ليكي الحلاوة قولي كدا وسمعيني
أم محمود برسمية :اسم النبي حرصه اسمه محسن شغال سواق ميكروباص قد الدنيا وكمان عايزها بشنطة هدومها بس لكن هو فيه شوية حاجات
شعرت نادية أن الأمر لن يرسو كما ظنت للحظات فتسائلت بقلق :خير يا ام محمود فيه ايه؟!
أم محمود تسرد لها :هو مطلق 3 مرات وعنده مشاكل في الخلفة وكمان الحال على القد مش عايز يتجوز واحدة قاربت علي الجامعة هو هيكفل مصاريفها هى بس مش هى وجامعتها كمان
نفخت نادية بضيق :
-ياشيخه قلقتينى مش مهم أهو أى حاجة وخلاص ياخدها بشكلها دا.
أم محمود بسرور :يعنى أقول مبروك؟!
ناديه بخبث :اه وألا مبروك.. مبروك علينا يا ختي
خرجت زرغودة من أم محمود.. فعلمت الصغيرة المستمعة لهم من غرفتها بتنفيذ ما تريد عمتها
.. تبكى وتبكى فالواقع هى تعلم كام اصبحت عمتها قاسيه عليها ولكن لم تكن تعلم انها سوف تصل لهذه الدرجه من القسوة لقد أصبحت سلعة وأيضا بسعر رخيص
طرقات على الغرفة تليها فتح عمتِها الباب بوضع ضاحك وتقول:ايه يازهرة يابنتى بتعيطى ليه اكيد سمعتى وبتعيطى من الفرحه مش كدا؟!
زهرة بانهيار :مش موافقه.. مش موافقه أبدا
قطعتها عمتها وهي تنهي الأمر :ومين قال أنى جاية أخذ رأيك أنا جاية أبلغك وخلاص وأديكي أهو عرفتى يلا جهزى نفسك يا عروسة
زهرة بصوت عالي منهار :انتِ إزاي تعملى فيا كدا حرام عليكى حرام...
رافضة أي شيء تتمني العيش في الشارع ولا العيش معها ومع قسوتها من المأكد ستتلاقى مع من يشفق عليها ويساعدها وليس من يبيعها بالرخيص
ناديه وهى تصفعها علي وجهها وتخبرها بغضب :حرمت عليكِ عشتك مش كفاية مستحملاكِ بشكلك وسمعتك دى ومقعداكِ مع بنتى
أخبرتها بلا وعي :
- بنتك.. بنتك هى السبب فى كل حاجه هى الى بتكلم ولاد مش انا هى اللي عملت فيا كدا
نادية تحاول جذبها من شعرها  :اخررسي أنتِ اتجننتِ أنتِ بترمي بلاكي على بنتي ياحقيرة .
انتى مالكيش قاعدة معايه فى البيت دا هو العريس دا وهتجوزيه و رجلك فوق راقبتك.
ذهبت ناديه وهى تاركه خلفها جثه لا روح فيها تبكي في صمت وحزن  نهضت ذاهبة إلى المرحاض واقفة أمام المرآة تتحس وجهها وهى تبكى بصمت و سريعا قامت بسحب آله حادة صغيرة تنهى ما تبقا منها من عمر :انا خلاص تعبت من الدنيا دى انا هروح لبابا وماما هما أرحم من عمتى وبنتها خلاص يابابا هاجى عندك أنت وماما خلاص هسيب الدنيا دى اللي كلها ظلم وقهر الظلم كله على الضعيف اللي مش هيقدر يجيب حقه لنفسه ياتعيش ظالم يا متعش اغمضت عينها موجهه آله ناحيه يدها لكن قد عادت الروح لها من جديد حينما أتاها صوت ابن عمتها طارق لقد عاد من السفر قبل موعده ابعدت ما يدها عنها وهى تمسح دموعها مسرعه للخارج
كانت عمتها تحضن ابنها باشتياق وعتاب :مش تقول ياطارق يابنى أنك هترجع انهاردة أخص عليك
طارق بحب :والله ياماما حبيت افرحك وأجيلك مرة واحدة وانا اصلا خلصت شغلى كله استنى ليه بقا لحد الفرح علشان انزل
ناديه بحب :وياترى قولت لعرستك ولا لسه
طارق:لاء لسه
امال فين سندس وزهرة
قالت زهرة بصوت متردد:انا هنا
أجابها وهو سعيد فهو يحبها كسندس تماما :زهور اخبارك ايه وحشانى والله، مالك يازهرة انتى بتعيطى ؟
تحشرج صوتها وهي تقول : أنااا آآ
قطعتها ناديه بخبث وهي تنظر لها بشدة : مش تقول مبروك لزهرة جالها عريس وهى موافقه
طارق بذهول :
- عريس؟! عريس ازاى وهى لسه 3 ثانوى؟انتى موافقه يازهرة على الكلام دا؟؟
كانت سترد مبرحة  بكل شى وتبكى فهو أصبح مخرجها الوحيد لكن عمتها لن تسمح بان تخرب الزفاف.. وتنهي الأمر هكذا
نادية وهي تشدد علي نظارتها بتهديد :اه موافقه طبعا حتى اسألها
طارق بشك :موافقه يازهرة؟!
زهرة بانكسار :اه موافقه
طارق بغضب:ماشى يازهرة انتى حرة، ثم صمت يبحث هنا وهناك مستطردًا : امال فين سندس حبيبتى ؟
نادية بأتبسامة واسعة :سندس مع صحابها ياسيدى برا تعالى يلا أنت ارتاح وأنا هجهزلك الغذاء
طارق و هو يهم بالدلوف لغرفته :لاء غداء ايه انا خلاص هروح انام انا جاى تعبان ومش قادر
نادية بحنان :ماشى ياحبيبى براحتك
ذهب طارق إلى غرفته ونظرت نادية إلى زهرة وهى ممسكه يدها بعنف: إياكِ بس تفكرى أنكِ تقولي حاجه لطارق والله يبقا اخر يوم فى عمرك فاهمة؟
أبتلعب التهديد وهي صامتة.. دون أي ردة فعل
حل المساء كان الجميع جالس على السفرة يناقش في أمر زفاف طارق فهو عريس يحب خطيبته وزوجته المستقبليه طارق يعمل محاسب فى احد دول الخليج والأخ الاكبر لسندس
طارق بتساؤل :امال فين زهرة مش قاعدة معانا ليه؟!
تأففت سندس وهي تقول :يارب وليه السيرة دى بس
عاتبها طارق مردفا :
- ايه يا سندس اللي بتقوليه دا
نظرت لها بضيق وهي تتمتم ساخطة
بينما اجابته نادية : ياحبيبى تلاقيها بتكلم خطيبها فى التليفون ولا حاجه
طارق وهو يشعر من الصباح بشيء خاطئ : على طول كدا
سندس بخبث:والله ياطارق انت غلبان متعرفش حاجه
حسب أن توقعه في محلة فاستفسر: معرفش ايه؟!هو فيه ايه ياماما
نادية وتدهس قدم ابنتها من تحت الطاولة :مفيش حاجه ياحبيبى دا كلام بنات متخدش فى بالك بعد انتهاء العشاء كان يجلس طارق فى غرفته يحدث خطيبته تأكدت زهرة أن عمتها وسندس قد ذهبوا خارج البيت
طرقات خفيفه على باب غرفت طارق
كاد في ذلك والوقت يقول طارق :هههههه والله ياحبيبتى انتى وحشتينى اكترر
ومن ثم صمت لري من علي الباب : ثوانى كدا ياحبيبتى اشوف مين على الباب
شاهد زهرة بعد دلوفها فغضب وهي يسترسل : نعم يازهرة عايزة ايه؟!
فركت يديها بحزن وتردد قائلة :
- محتاجه اتكلم معاك
نظر للهاتف وهو يقول بتأفف فعكرت مزاجة : معلش مش فاضي
قد حل في هذا الوقت بكاءها فبكت وهي تترجاه : أرجوك مش هينفع غير دلوقت
أغلق الهاتف مع خطبيته متضررًا وهو يخرج معها ليتحدث معها
- تعالي يا زهرة نتكلم في الصالة
خرجا وبدأت هي في قص ما حدث طوال غيابه مع تقليل بعض الاشياء و معظم حديثها يتقصر علي العريس المتقدم لخطبتها..
- مش أنتِ قولت أنك موافقة؟
قالها طارق بدون فهم وهو يضرب كفا علي كف.. فردت زهرة ببكاء و هي تنكر :
والله ابدًا زي ما حكت لك عمتي غصباني وأنا عايزة أعيش زي بقية الناس أنا عارفة أن كلكم بتقولوا عليا عمري ما هنجح في حاجة بس أرجوك ساعدني ساعدني.
تنهد طارق بإشفاق مردفا بأستفهام :طب قوليلي أساعدك أزاي
- اتجوزني يا طارق
قالها وهي تغمض أعينها موجه رأسها للأرض
فشهق هو بصوت عالي وهو يرد محاولًا التحكم علي أعصابه :
- بتقولي أيه أنتِ اتجننتي أنا عريس..
قاطعته وهي تقول موضحة الأمر :
- اتجوزني وقعدني في أي مكان بعيد عن أمك وأنا هشتغل وهصرف علي نفسي بس لازم تتجوزني علشان لو حصل حاجه علشان خاطري قعدني مثلا في بيتك و نروح بعد ما عمتي وسندس يرجعوا يناموا تحضر الأوراق وكدا وأجي معاك وتكتب عليا وهقعد في بيتك بعيدة عن مراتك وحاول أتصرف معاها بس عيشني زي بقية الناس أنا بس عايزة أعيش حياتي أرجوك...
يتبع

ثأرت لنفسي.. بقلم EMSWhere stories live. Discover now