الفصل الثالث

3K 90 2
                                    

كما يأخذ فهو يعطى

-"رحبوا معى بالعضو الجديد السيد عَليّ..سيكون واحد من فريق مرشدى الجمعية..ارجوا ان تتعرفوا عليه وتتعاونوا معه"

قالها صاحب القناع الأسود القماشي بصوته الرخيم وهو يعرفهم على المقنع الآخر.

فتقدمت تلك الفتاة وبشاشة قالت:

-"اهلاً بك فى الجمعية

انا آن القائدة هنا..إن واجهتك اى مشكلة يمكن زيارتى فى اى وقت"

الصدمة ألجمت لسانه،لم يكن يعرف أنها مشتركة فى تلك الدورة الخيرية.

هو نفس صوتها بالرغم من القناع البلاستيكي الذي يغطي كل وجهها إلا عينها اليسرى بما في ذلك فمها،إلا أن صوتها الذى حفظ نغمته تعرف عليه بسهولة. حاول تغير صوته كي لا تتعرف عليه كما تعرف هو عليها من خلال صوتها،ثم تفقد قناعه المماثل لقناعها إلا أنه يكشف عن عينيه:

-"تشرفت بمعرفتك آن..ارجوا أن نصير أصدقاء"

-"بالتأكيد سنصير أصدقاء..هيا الأن حان وقت العمل وبعد انتهاء من جلسات الارشاد سنتعرف كلنا عليك"

لا يصدق أن تلك الفتاة المرحة البشوشة هى ذات الفتاة الباردة التى تحدث معه منذ أيام.

أحيانًا تجبرنا الظروف على ارتداء اقنعة تنافى شخصياتنا الحقيقية فقط لنحمي قلوبنا من الغدر والالم.

ويبدو أنها هكذا

ارتدت قناع القوة والبرود كى تحتمى خلفهم،دافنة بداخلها شخصيتها الحقيقية.

شخصية المراهقة المتمردة والمرحة التي ترسم الابتسامات على وجوه كل الموجودين فى أى مكان هى به.

حل الليل وانتهى العمل المتمثل في جلسات للدعم النفسي بطريقة مبتكرة

ألا وهى ارتداء الأقنعة سواء للحالة أو للمرشد.

فيتمتع الجميع بحفظ الهوية سرًا،والتي تتيح للحالة الراحة فى الافشاء عن ما يثقل قلبه بالهموم.

كانت آن توزع المشروبات الباردة على الجميع وهى تصيح بمرح:

-"صدقونى مذاق المشروبات الباردة في الشتاء يكون الذ مئة مرة منه في الصيف..لذلك كفاكم تزمرًا و استمعوا لكلام قائدتكم"

-"انتِ متسلطة جدًا يا فتاة"

صاحت بها إحدى زميلاتها والتى كانت ترتدى قناع وردى لتلتفت إليها آن بقناعها الذهبى قائلة بتسلط:

-"جدًا وإذا لم تصمتي يخصم من راتبك يومين"

ضحك المتواجدون على مشاغبتها بما فيهم هو الذى يزداد إعجابه بها كل لحظة أكثر من السابقة لها.

هو يتعجب من ذاك القدر الذى يضعها فى طريقه أينما ذهب،وكأن هناك رسالة وراء الأمر لكنه لا يعرف ما هى حتى الآن.

رفقًا بقلبي المنبوذWhere stories live. Discover now