الفصل الثاني

5.9K 180 16
                                    



-أرى البدايات عكس النهايات..

فالبدايات السعيدة تنتهى بتعاسة.

لكن هل البدايات التعيسة تنتهي بسعادة؟-

**

امسك يد خالته بعد أن اطمأن انها بخير وجلس على طرف فراشها وهو يقول ببشاشة:

-"ايه يا فطومة بندلع ولا ايه؟"

ابتسمت السيدة فاطمة بهدوء وهى تقول لأبن اختها الحبيب:

-"ياريتنى بدلع يا طارق يابنى..بس شكلى كده هحصل عمك رأفت الله يرحمه"

قبل طارق كفها بخفة وهو يقول بتأكيد وبشاشة:

-"انتِ زى الفل يا فطومة وهتفضلى معايا لحد ما تشيلى عيالى..وتطمنى على سوسن كمان"

ترقرقت عيون فاطمة بالدموع وهى تتذكر الحالة التى صارت عليها ابنتها الوحيدة لتقول بحزن عميق:

-"اطمن على سوسن؟سوسن انا ضيعتها باديا مرتين..مرة اما اتجوزت رياض ودخلت ابنه الحقود ده وسطنا..ومرة اما جوزتها عماد منه لله رجعهالي بعد ما دمرها وشلها وحرق قلبها"

تنهد طارق بهم على حال ابنة خالته المسكينة والتى عرض حالتها على اكبر الاطباء المتخصصين فى طب المخ والأعصاب لكن لا فائدة،الجميع اتفق على عدم وجود خلل فى اى جزء من أجزاء الجسم؛و رجحوا سبب الشلل الى الحالة النفسية..خصوصًا بعد تلك الضغطات التى مرت بها منذ طفولتها وحتى أشهر قليلة مضت.

ابتسم لها طارق و حاول التخفيف عنها و محاولة اسعادها كي تنسي ما ألم بهم من هم وغم؛فحالتها الصحية صارت متدهورة كثيرا فى الآونة الأخيرة.

اما هى فقد كانت جالسة فى حديقة المشفى وقد اتخذت ركنًا بعيًدا وبدأ جسدها يهتز بقوة من شدة نحيبها المتألم.

أخذت تعبث فى محتويات حقيبتها باحثة عن أى شئ بإمكانه إسكات آلامها تلك،حتى وجدت ذاك العقار المسكن للآلام فأخذت منه ثلاث حبات بيدها لكن قبل أن تضعهم فى فمها التفت يد من حديد حول معصمها وصوت حاد صاح بها قائلاً:

-"انتِ اتجننتى..انتِ كدا ممكن تموتى"

لكن اﻵمها كانت أشد من أن تهتم بذلك المتطفل فأخذتهم فى كفها الآخر وهي تصيح به قائلة:

-"ياريت اموت علشان استريح..ابعد عنى"

قيد كفيها معًا وهو يصيح بالمقابل:

-"بطلى عبط واعقلى يا انسة مش كدا..كل حاجة وليها حل"

لكنها كانت بعالم اخر تحاول تحرير يدها،تريد اسكات ذلك اﻵلم الذى ينهش فى قدميها حتى كاد يفتك بها،و رويدًا رويدًا بدأت حركتها ومقاومتها تقل حتى اختفت تمامًا وسقطت مغشيًا عليها من شدة اﻵلم.

بين جنات السوسن(الجزء الثاني من سلسلة أقدار متشابكة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن