١

2.2K 31 2
                                    

مدخَل :

مَع إشراقة ذلك الصبَاح , غطّت تِلك الجميلة حُسنها الباذِخ بزيٍّ يُسمّى " تُوب " ؛ القَت نظرة على الشّارع حتّى وجدَت تِلك العجُوز تعتلِي دابّتها مُتقدمة إلى بابِهم,لـجلب "اللّبَن" إستقبلتها بإبتسامتها البشُوشة.. وهمّت بالدخول لإحضار مَاعون
جدّتها من أقصَى الحُوش : مِنو يا شهَد
شهْد : سِتّ اللبن يا حبوبة
جدّتها بعد أن قطّبت حاجبِيها : ماكان تجِي الفقريّة
"سِت اللبن من أمام البَاب: يا حجّة السُرّه واللهِ اللبن جَاني متأخّر
السُرّه : اها ادينا رطلين الليلة , وعايني ياشهد
شهد وهيَ مُتّجهة نحو الباب وفِي يدها الماعُون : نعم يا حبوبة
السُرّه : اها خليها تكُب ليك رطلين وأجري قولي لِي جدّك قالوا لِيك دايرين قروش اللّبن
ست اللبّن : سريع عليك الله
السُرّه : المسنُوحه ديك وينا؟ اتّجي تجيب القروش قوام,؛ياتقوَى , سجمَه
شهَد وهيَ تُتابع صبّ اللبن : يا تقوى بِنادو فِييك
تقوى من داخل المنزل : ياخ نعَم
السُرّه : نعامة تزازي بِيك, تعالي مارقه مِنسلّه
تقوى : يا حبوبه مابقدر , هسّي مسحت الكريم وبرّا شمس ما مُمكن كِدا !
السُره : شوف الشافعه قِلّة ادبَا ! تعالي منسلّه أخير لِيك , قُبال احصّلك
تخرُج بِتأفف : نعم
السُرّه : أجري قولي لِي جدّك دايرين قروش اللّبن , سريع خلي الميَاته دي
تقوى : حاضر حاضر
تعود بعد لحظات لِتناولهم المَال , وتدخل إلى غرفتها.
شهَد وهِي تُغلق باب الحوش : حبوبة , حَ اخشّ افوّر اللبن ؛ عايني لَي للأزيار مسافة أجِي
السُره : إنتي يا يُمه تتباركِي ؛ سمِح براقبهِن
ما إن تدخُل إلى المطبخ حتّى يُطرق الباب مُجدداً
السرّه : الباب دا مالو الليلة قال مابِسكت , يا تقوى
تقوى بتأفّف من الداخل : التّقول الله ماخلق غير تقوى , حاضر يا حبوبة جايّه
السرّه : تعالي شوفي الفِي الباب منُو
تقوى ما إن تفتَح الباب حتّى تتبدّل ملامحها للحياء والإبتسام الغير مُبرَّر
السُره بنظرات مُستفسرة : منُو
تقوى بِتوتّر : أء..
ليتقدّم عنها حانِياً رأسه : دا أنا يا حَجّة
السُره : بركات ؛ اهلاً ياولدي , خير
بركات : لالا , بس المعلّم رسل ليكم السمَك دا قال دايرُو في الغدا
السره : احيّ انا يا محمد تعرِف لَي للعزاب , هسي سمَك شنو بعد شدّينا مِلحاتنا , غايتُو إلا تجي مَرتو تسويّه انا لابقدر ولا بكضّب ؛ يا سارّه ؛ ساارّه
يستغلّ إنشغال السُره بالتأفف ويدُس ورقةً داخل كفّ تقوى وهُوَ يبادلها الإبتسام الخَجِل , يتنَحنح وهُو يسلّمها كِيس السمك ويلتفت ذاهباً : أها سلامُ عليكم
تُغلق الباب بهدوء وملامحها تشعّ نُوراً من الفرَح ؛ وتهِيم بنظراتها دَون أن تشعُر
سارّه بعد أن أنهَت حديثها مع السُرّة : تقوى , يابِت
تقوى بعد أن عادت من شرُودها : ها.. أ أيوه !
سارّه : مالِك مسمّره كده زي الكبّو فيك مُوية باردة , أرح اتحركي ساعديني في تنضيف السمَك
تقوى بهدوء ومازال شبح الإبتسامَة عالقاً بين ملامحها : حاضِر
السُره بإستغراب : دا جنسُو شنودا ؟ مالك ياشافعة زي النزل عليك ملِك من السماء خلّاك هديّة ورضيّة ؟
تقوى وهيَ تستجمِع ملامحها المُبعثرة من فرط الفرَح : ماف حاجه كُنت مُشتهية سمك ! ابوي السّمِح حسّ بَي
ترمُقها بنظرة غير مُبالية وتلتَفت إلى الأزيار : أجِي سجمي الزير دفّق ؛ أجري يا شهَد
تخرج من المطبخ مُسرعة : ياحبُوبة الحاله وصّيتك
السُره : معليش يابتّي سرحتَ منّو
شهد : مامُشكلة بالمرّه سقَى الشجره
السُره : فوّرتي اللبن
شهد : آي ونزّلت الملاح, نِجض خلاص
السُره : اها حمّري ليك حبة بطاطس , ود إبراهيم بريدها
شهد : لكن الزّيت كِمل يا حبوبة
السُره : مامشكله امشي جيبي من الدُكان , سُرعه بس قبّال عمك محمد يرجع
شهد : حاضر
ترتدِي " تُوبها " وتهِمّ بالخرُوج

درجة خافتة من البنفسجWhere stories live. Discover now