أمي

3K 153 0
                                    

أخرجه من ذكرياته صوت والدته وهي تقول  " لقد طرقت كثيرا لكنك لم تجبني ظننت أنك دخلت الحمام، هاك تفضل مناشف جديدة " أخذهم من عندها ووضعهم فوق سريره بابتسامة حزينة ، تأملته يبدو الحزن جليا على وجهه مررت يديه فوق ذقنه وقالت " ما بك يا صغيري ؟ لم يعجبني حالك " لم يجبها فقالت " هل تذكرت جو ؟ " أومأ رأسه بالإيجاب قبل أن يتمدد فوق سريره واضعا رأسه فوق ركبتيها ، تنهدت بألم وقالت "لماذا تفعل هذا بنفسك يا بني ؟ كم مرة قلت لك أنك لست السبب..  " أجابها " لو سمعت منه ذلك اليوم لما كان حدث له ذلك يا أمي .. لقد كان لا يزال صغيرا  .." قالت وهي تمرر يديها فوق شعره " حبا في الله لا تفعل هذا بي وبنفسك لقد مر على وفاته إثنى عشر سنة " أجابها ببكاء " حتى لو مرت مائة سنة لن أنسى أنني كنت السبب في تلك الحادثة  يا أمي " أجابته وهي تمسح دموعه بكفيها " لا تحمل نفسك أمرا ليس بيديك يا بني..وفاته كانت محسومة سواء كنت أنت السبب أم لا ..هيا انهض واستحم لتنزل وتأكل معنا ..سأعد لك الأكلة التي تحبها .." رفع رأسه ومسح عينيه بيديه بسرعة وقال " حسنا .. " نهض من جانبها متوجها للحمام  خرجت ورائه تمشت نحو السلم نزلت إلى أن وصلت لمكتب زوجها ..وجدته مشغول بإصلاح أحد لعب جو.. نظرت له بحب اتجهت نحوه وقالت " كم بقي لها ؟" رفع رأسه أنزل نظارته وقال "بقي القليل وسأنهيها الأن ..سيفرح بها جورج أليس كذلك ؟" إبتسمت له قائلة " أتمنى ذلك " .....
بعد أن غسل خليل الأواني ذهب ليتوضى لصلاة المغرب وقبل ذلك مر على غرفة مريم طرق بابها طالبا الإستئذان ..أذنت له فتحه ووجدها جالسة على الأرض ترسم "لقد أنهيت تنظيف المطبخ ... سأتوضأ لنصلي المغرب ..لحظة ماذا تفعلين ...؟ ... ما هذه الدوائر والخطوط ..؟ ألم تلعبي في صغرك ؟!" أجابته " هل تعلم ماذا؟ لقد أخطأ والدي عند تسميتك خليل كان عليه أن يسميك غبي أفضل ..إنها المندالا " تمشى نحوها وأمسك ورقة من ما رسمته تأملها بإعجاب صمت قليلا ثم قال ردا لاعتباره الذي بعثرته الأن "وفينا تنفع ؟ ألن تكبري قليلا ؟ طفلة!!" نظرت له بعدم مبالاة قائلة"“الماندالا” هي نوع من الرياضات الذهنية البسيطة تعتمد على التلوين بألوان ساطعة ورسم المجسمات أو الزهور أو الحيوانات أو الأشكال الهندسية عموماً.
بحيث تساعد على إزالة القلق وزيادة التركيز ..الذي لا تملك!!! " لم يجبها بل لم يجد ما يجبها به فأوصد الباب بقوة تاركا إياها تضحك ..
مرت دقائق خمس ..كانو أمام السجادة، هكذا عودهم والدهم ..دائما ما كان يذهب بخليل للمسجد ..ويترك مريم مع والدتها يصلين جماعة ...
صلوا المغرب وانتظروا إلى أن يأتي وقت صلاة العشاء فاختاروا البقاء فوق سجائدهم ..كلما التقت نظراتهم ،أزاحها خليل بدعوى أنه غاضب منها كالأطفال ..كلما فعل ذلك ضحكت مريم من أفعاله الصبيانية .. إلى أن جاء وقت صلاة العشاء.

مسلمة في لندن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن