زاد إلياس سرعته بتوتر وهو يرفع عينيه للسماء الملبدة بالغيوم، قلبه ينتفض رعبًا كلما تخيل حالة شقيقته. كيف سمح للأمور أن تفلت من يده هكذا؟ كيف لم يُقدر خطرها؟ هل سيصل إلى ألماس قبل فوات الأوان أم...
انتبه على صوت هَنا التي نسي وجودها تمامًا تسأله بقلق وهي تنظر لسيارتيّ الشرطة اللتين ترافقانهما
«إلى أين نذهب الآن؟»
تنهد بقوة، ما الذي يفعله؟ لماذا لم يستطع منعها من القدوم معه؟ فتاة عنيدة ورأسها صلبٌ كالحجر.
تمالك أعصابه ليرد بجمود
«ما كان يجب أن تأتي معي، ربما تتعرضين للخطر»
كتفت ذراعيها بتحد
«قلت أنّ أخي في خطر ... كيف تريدني أن أتخلى عنه؟»
زفر بصبر يوشك على النفاد
«قلت ربما يكون في خطر، لستُ واثقًا من كونه مع ألماس أصلصا»
رددت بهدوء
«مؤكد هناك علاقة بين اختفائهما في نفس الوقت. أخي لن يغلق هاتفه ويقلقنا عليه إن كان سيتأخر في مكان ما، هو لم يفعل هذا سوى مرة واحدة عندما»
قطعت جملتها مقطبة بضيق فالتفت لها بتساؤل وبدا أنّها فقدت طيبتها المفاجئة وعادت لطبيعتها أخيرًا وهي ترد
«المرة الوحيدة كانت ليلة ذهابه لحفلتك تلك. شقيقتك كانت السبب وانظر الآن أيضًا، مؤكد أنّها»
قاطعها بحدة
«توقفي عن لومها ولا تتحدثي عنها بهذه الطريقة مرة أخرى، أنتِ لا تعرفين عنها أي شيء»
«ما أعرفه عنها أكثر من كاف»
ردت بشفاه ملتوية وأسرعت تشيح وجهها متنجنبه نظراته المحرقة لتغمغم بتوتر
«المهم .. أين نتجه الآن؟»
«إلى بيتنا القديم، إنّها هناك»
أجابها وهو يفكر حامدًا الله أنّ مخاوفه دفعته للتفكير في حمايتها بأي طريقة. كانت فكرة جيدة أن يهديها تلك السلسلة ويطلب منها ألا تخلعها أبدًا. لولا جهاز التتبع داخلها لا يعرف ماذا كان سيعرف مكانها بسرعة. لكن يبدو أنّه في النهاية استخف بحجم مخاوفه والخطر المحدق بألماس.
من كان يتوقع أن تفعل دُرة كل هذا؟ لن يغفر لها أبدًا. لقد منحها الفرصة لتبتعد وفسخ خطبتهما فور تأكده من شكوكه بها. لولا انتباهه لتبدل الأدوية لظل على غفلته.
فكر كثيرًا من يمكن أن يكون له مصلحة في إيذاء شقيقته ولم يكن يملك دليلًا، دُرة كانت تكره ألماس، وكان يعتقد أنّها مجرد غيرة نساء عادية. لم يتوقع أن تكون هي خلف كل هذا، وما أن تأكدت شكوكه حتى قرر طردها من حياته.
اليوم فقط وصلت نتيجة التحقيق الذي كلف أحدهم به ليبحث في خلفية دُرة أكثر وعرف كل شيء، عرف مصلحتها مما تفعله وسبب عداوتها لألماس.
YOU ARE READING
شظايا ماس
Romanceليتني علمت حين التقينا أنني سأقع أسيركِ للأبد .. وقتها لم أعرف أن للماسِ سحراً مهلكاً كهذا الذي أوقعني بحبكِ دون أن أشعر .. ليتني عرفت .. لربما وليتُ الأدبارَ منذ البداية ولجعلتُ بيني وبينكِ بُعدَ المشرقين .. لم يخبرني أحدٌ أن جرحَ الماسِ لا يبرأ و...
