(الحلقة السادسة)

377 21 0
                                    



نظرت لجسدي فإذ الماء يصب عليه فعلمت أني الآن أغسل كان صوت البكاء يضايقني ّ وأشعر معه بضيق شديد ُ 

ولكن عندما أسمع أبي يقول : الله يحلك الله يرحمك فكأن كلماته ماء ً باردا يصب علي 

ثم لفوا جسدي بكفن أبيض قلت في نفسي : ياالله ليتني قدمت جسدي في سبيل ًألله ثم أموت شهيدا يا ليتني لم أترك ساعة إلا بذكر الله أو بصلاة أو بعبادة يا ليتني كنت أتصدق ليل ً الله نهار يا ليتني يا ليتني كان همي الشديد هو القبر وما سوف يكون به 

سمعت المغسل يقول : هل ستصلون عليه بعد العصر

 أبي كان يقول وهو يبكي إن شاء الله 

حملوا جسدي وأنا أرى جسدي ولكن لا أستطيع الابتعاد ولا الدخول به 

وتركوني لم أشعر به ً شئ عجيب محير أدخلوني مكانا ٌ ولكني أجزم أنها ثلاجة الأموات كنت أفكر ما الذي سيحصل لي قطع تفكيري أصوات كثيرة يقولون هيا احملوه للمسجد ..رفعوني وكنت أسمع أصواتهم وكان أكثر شئ يؤثر بي صوت بكاء أبي

 كنت ِ أتمنى أن أقول له : يا أبي لا تحزن علي فوالله أعلم أنك تحبني فلا تبك على فوالله بكاءك يضيق به صدري ادع الله لي هذا الذي أريده ما عند الله خير يا أبي 

وكنت أسمع أصواتا كثيرة وكنت أميز أصوات إخواني ً وكذلك أبناء عمي وأعمامي 

وسمعت صوت أحد أصحابي وهو يقول كأنه ينبه الناس ليقتدوا به : الله يغفر له الله يرحمه كانت كلماته كالماء البارد للظامئ 

وصلوا المسجد وأنزلوني وسمعتهم يصلون وتمنيت بشدة أن أصلي معهم 

وقلت : ما أسعدكم في دار تستزيدون من الحسنات وأنا قد أ ّوقفت كل أعمالى 

انتهت الصلاة ثم سمعت المؤذن يقول : الصلاة على الرجل يرحمكم الله واقترب الإمام وبدأت الصلاة علي 

في أثناء الصلاة تفاجأت بجمع من الملائكة واحدهم يسأل ملكا أخر عن عدد المصلين وكم منهم موحد لا يشرك بالله شيئا عند التكبيرة الثالثة وهي التي بها الدعاء علي رأيت الملائكة يسجلون أشياء كثيرة فعلمت أنهم يحصون أدعية الناس ياالله كنت أتمنى أن يطيل الإمام بهذه التكبيرة لأني شعرت براحة عجيبة وسعادة وسرور ثم كبر الرابعة وسلم 

ثم حملوني لقبري وكان في القبر عجائب وأهوال اللقاء بالملكين وعرض الأعمال حملوني لقبري وكانوا يسيرون بي سريعا وأسمع دعاء البعض واسترجاعهم وبكاءا ً كثيرا وأنا في حالة ارتباك وخوف كثيرا ًمما ً سيحصل لي لأني تذكرت في هذه اللحظات مظالم وذنوبا اقترفتها وساعات غفلات قضيتها ًوصبوات تجرأت عليها الوضع مربك ومرعب وشعرت بانتقاضة من الوجل والخوف

رحلة الى عالم ما بعد الموتWhere stories live. Discover now