( 9 )
_ لا تفعل ! _
كان كفه الغليظ يحيط بذراعها كالكماشة ، عندما إقتحم بها المنزل مرة أخري ، كانت مسحوبة خلفه كالشاه المساقة للمذبح ، تحاول عبثاً الإفلات منه بشتي الطرق .. حتي وصلت معه إلي غرفتها
صفق الباب ورائهما بعنف ، ثم شدها بقوة مسنداً إياها إلي الجدار البارد ... أمسك يداها بكلتا يديه و رفعهما حذو رأسها ، ثبتهما جيداً و إقترب منها علي نحو خطير ، بحيث إستطاعت أن تشعر بحرارة جسمه و أنفاسه المحرقة علي وجهها
إزدردت ريقها بتوتر جم و هي تحملق فيه ملء عيناها ، بينما لم تهدأ شعلتيه الرمادتين أبداً و هو يصوب نحوها نظراته الفتاكة ...
-هل هذا ما إتفقنا عليه ؟ .. نطق "إبراهام" من بين أسنانه
-هكذا يكون الوفاء بالعهد ؟ هه . ردي . قولي شيئاً .. إنطـقـــي !
إرتعدت مذعورة إثر صراخه فيها ، خرج صوتها مرتجفاً و هي تقول مغالبة إرتباكها :
-لا تنتظر مني أن أطيعك . أبداً .. أنا لست معك بإرادتي و لن أكف عن محاولة الهرب منك . لن تكون هذه المرة الأخيرة
و ندمت فوراً علي أسرافها في الكلام ، حين رأت تضرج وجهه بحمرة خطيرة ، و فجأة إنفجر صائحاً بغضب :
-إذن لن تهدأي حتي أدق عنقك بيدي . هل تحسبينني عاجزاً عن إيذائك ؟ ثقي أن الأمر لن يستمر هكذا . أستطيع أن أمحيك من الوجود في لحظة و أريح بالي من هذا العناء
صرخت بتهور :
-فلتفعل هذا . ماذا تنتظر ؟ علي الأقل سوف أتخلص منك . تلك أمنيتي . أيها اليهودي الكريه ! .. و فرغت لاهثة بقوة
أطال النظر في عينيها صامتاً لبرهة ، و بصوت أرسل الرعب إلي قلبها قال و هو يدنو منها أكثر :
-يبدو لي أنني أعطيتك مساحة كبيرة من الحرية . و بالغت في تدليلك حقاً بحيث ظننت أنك كذلك حرة بالفعل .. و لكن لم يفت الآوان بعد . أستطيع تدارك هذا
و قبل أن تفهم ماذا يقصد تماماً ، كان قد أمسك بكتفيها و إجتذبها أمامه إلي منتصف الغرفة ، صرخت برعب حين مد يده محاولاً نزع الحجاب من فوق رأسها و هو يزمجر بشراسة :
-من الآن فصاعداً لا أريد أن أري هذا القرف فوق رأسك . و كتابك المقدس هذا سأسحبه منك و لن تتخذي بقعة واحدة من أرض منزلي مسجداً لك بعد اليوم أتفهمين ؟
كانت الدموع قد بدأت بالإنهمار من عينيها كالشلالات ، لم تتوقف عن مقاومة يده لحظة واحدة و هي تصيح بعنف :
-لا لم أفهم . حجابي ليس قرفاً و أنا لن أخلعه أبداً و لن أتوقف عن أداء صلاتي حتي لو وضعت السكين علي عنقي . تباً لك أيها الصهيوني الكافر !!