الفصل الرابع وعشرون

37.6K 1.7K 384
                                    

أخطأت بحقك كثيرًا
وقسوت عليكِ كثيرًا
وجرحتكِ مرارًا وتكرارًا..
عبثت بحياتك، وتدخلت
بأدق تفاصيلك، وارتويت
من رحيقك، دون مللٍ
ودون كللٍ، رغم مقاومتك
مرارًا وتكرارًا..
فعلتُ بكِ الويل والويلات..
وامتلكتكِ عنفًا وقسرًا
واحببتك جدًا جدًا..
ورغم ومع كل ما فعلت،
لا زلت افعل عديدًا وعديدًا
وسأفعل كثيرًا وكثيرًا..

---------------------------
لم تستوعب ما فعلته أبدًا.. الحقد سلب منها إنسانيتها.. لا لم يكن حقدها فقط من سلب منها إنسانيتها.. كان ساري بتمسكه الشديد به.. كانت فاجعة موت احمد.. كان الضغط الحاد الهائج في أوصالها..
كانت بحاجة للخلاص منه.. واي فرصة قد تجعلها تتخلص منه لن تتردد باستغلالها.. الا أنه رغم كل شيء لا تريد أن تكون قاتلة دون حق.. لا تريد أن تشهد زورًا شهادة تُحاسب عليها امام رب العباد..

بعد كلماتها التي نزلت على اذان البعض منهم كاوية كالجمر ارتسمت إبتسامة شجية بائسة على شفتي ساري.. الهذه الدرجة اذاها حتى أصبحت كفيفة بحقدها؟ لقد قال سابقًا أن حقدها سيدمرهما معًا.. وها هي افعال ياقوت تثبت صحة كلامه..
السكون ران طويلًا بينما هي تحدق بهم بعينين واسعتين.. واخيرًا قال أبو مالك بهدوء وهو يراقب نظرات ساري المثبتة عليها.. مبتسمًا! صدقًا؟؟!!
- لنذهب الى المجلس في منزلي حتى نحسم الأمر.

هتف صفوان محتجًّا بغيظ:
- عمي ابو مالك.. انت تدري انه يجب أن يموت الان.. هو كان يكذب وذلك يعني فقط أنه هو القاتل.. وقسورة اقسم أن حينما بعرف هوية القاتل سيقتله بنفسه!

أغمض قسورة عينيه والشكوك كلها تعبث في عقله دون أي شفقة.. الرحمة يا الله ليكن اي شخص ولكن ليس أحد أفراد عائلته المقربين لأحمد..
ثم بثبات قال:
- لنفعل كما قال القاضي أبو مالك.
تطلع الى معتصم واضاف:
- ولا زال وعدي بالثأر وقسمي بالثأر لموت احمد لم يتغير يا معتصم.. تأكد من ذلك.

التزمت ياقوت الصمت بينما الشحوب يستوطن وجهها وخفقات فؤادها تضج ضاربة بعنف صاخب في صدرها.. حاولت اكثر من مرة أن تحاول اخراج نفسها من هذا المأزق التي ألقت نفسها به وتقول انهما كانا معًا ولكن... ولكن لم تقدر وذكريات أسوأ لياليها وايامها برفقته تغزو روحها ككل مرة فتستشرس رغبتها بالانتقام والتخلص منه دون أن تفكر بالعواقب..

إزدرمت ريقها حالما مال يوسف ليهمس لها بصوت منخفض بينما ينهض الجميع وضمنهم ساري:
- لا تخافي حبيبي.. سأخلصك منه نهائيًا لهذا الحقير الذي اوجعك وأوجع احمد.

حاولت على الأقل أن تخبر يوسف بالحقيقة ولكن احساسها بالخوف من رد فعل ساري فيما فعلته بعد أن يخرج من دائرة الاتهام والشك هذه لم تسعف لسانها اطلاقًا..
لم تغفل عن نظراته العميقة بفحواها التي ألقاها عليها قبل أن يغادر برفقة الرجال..
اضطر يوسف أن يبتعد عنها بعد أن لثم جبينها بحنو بينما لا تزال هي قابعة في مكانها غير قادرة على التحرك.. تكرهه وتكره الحال الذي آلت إليه بسببه..

عشق ليس ضمن التقاليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن