بكلمة مني

310 14 7
                                    

في كثير من الأحيان خسارة معركة تعلمك كيف تربح الحرب ...

كانت تلك المرأة ذات الشعر الطويل الأشقر تقف على شرفتها تتفقد بكلتا عينيها أحوال مملكتها المخفية ، فلقد كانت  كل يوم تتألم لعدم استطاعة شعبها الخروج بأريحية في هذا العالم ،لقد حاولت كثيرا مع ساداة البشر أن يتقبلوهم بينهم لكنهم رفضوا رفضا قاطعا و أعطوا لهم غابة كبيرة نائية عن عيون البشر ووضعوا عدة حواجز لكي لا يقترب أي بشري من تلك الغابة وقد كانوا قساة قلوب فأي مصاص دماء يخرج من الغابة يواجه الموت المحتم حتى لو كان صغيرا ، ليقاطع تأملها وزيرها وهو يطرق على الباب

لتقول له بصوت رقيق لطيف " ادخل "

دخل وزير الملكة ديزي أوجيني وهو يتصبب عرقا وملامح الحزن بادية على وجهه

ديزي بخوف على حالته " ما الذي جرى لك "

باتر وهو يشتد عليه البكاء " مولاتي ، لقد قالوا بأن البشر قتلوا " وتوقف هنا لأنه لم يستطيع الكلام وسط دموعه التي أصبحت شهقات

لتجلب له الملكة ديزي الماء و تناوله إياه وتطلب منه أن يهدأ

ليكمل كلامه " لقد قتلوا ابني "

ديزي بصدمة " كيف هذا !! بيننا اتفاق ، حسنا اهدأ قليلا سنذهب الآن لوسط المدينة وسنناقش الأمر هناك ، بالتأكيد هو في الغابة الآن "

اجتمع حشد كبير في وسط المدينة يتهامسون فيما بينهم عن موت الابن الوحيد للوزير باتر ، ليسمعوا أصوات الأبواق دلالة على وصول ملكتهم ،ابتعدوا عن الطريق ليتركوا لها الفسحة للمرور فصعدت إلى المنصة لينحنوا تقديرا لملكتهم

حمحمة الملكة ديزي قليلا لتسترجع صوتها " مرحبا ، لقد أتانا خبر من حراس الحدود بأن ابن الوزير باتر قد تخطى الحدود "

ليتكلم واحد من حشيتها " سمو الملكة ، هل الصغير بخير ؟ "

وما أن أكمل كلامه حتى أتى حارس من حراس الحدود بلباسه الأبيض الملطخ بالدماء وهو يحمل الصغير بكلتا يديه لتبدأ أصوات الهلع وصرخة الوزير باتر زعزعت الأرجاء " ابني ..."

في مكان بعيد عن الحشد كانت تلك الفتاة ذات الشعر الأحمر مع شاب ذو شعر بني وعيون حادة ينظرون إلى هاته الفاجعة .

لتتكلم تلك الفتاة باستسلام " ياليتنا لم نتمرد على الملكة ألبرتا "
ليجيبها ذلك الفتى " صحيح يا نورسين ، لقد كانت ظالمة لكن كنا نتجول أينما نشاء ووقت ما نشاء "

لقد سمعت ديزي كلام هذان الشخصان صحيح أن هناك الكثير من الفوضى لكن ميزت اسم ألبارتا لتركز معهم وقد سمعت محادثاتهم لتنزل من عينيها دمعة خائنة للموقف

الوزير باتر وهو يمسح دموع عينيه وينهض حاملا ابنه ليقول بصوت يشبه التوعد للإنتقام " هؤلاء البشر لم يهتموا لكونه صغير ، تعلمون أنه الذكرى الوحيدة لي من أمه فقد ماتت منذ عام ، ولن أرحم من كان سببا في قتله "

كيانانWhere stories live. Discover now