( البارت الثامن )

29.4K 803 15
                                    

....صهباء امتلكتني .....

يبحث عنها باركان المنزل، لم يجدها فصعد الى الاعلى ليسمع صوت شهقات متلاحقة حزينة ومضطربة فيعلم ان هذه نبرة صوتها الحنون، شعر بانقباضة هزت كيانه، نفضة اجتاحت روحه، قبضة باردة اعتصرت شرايين قلبه المعبأ بعبيرها الحنون.
فتح باب الغرفة؛ ليجدها تجلس على الارض في احد الاركان تضم ساقيها الى صدرها بينما صوت نحيبها يعبئ الغرفة، شعرها الاحمر المجعد منثور فوق كتفيها وساقيها شعر بالالم يتخلله الحزن لما هي فيه فهبط على ركبتيه امامها يرفع ذقنها الصغير يناظر عيونها الممتلئة بالدموع.

رمقها بحنان:
_مالك ؟

نظرت له بقهر داخلي، ارتعشت شفتيها وآنت بحزن لتقول :
_ ليه عملت فيا كدة ه هه هو انا عملتلك ايه اتجوزتني كدعاية؟ بتكلم انس عليا وبتقوله انا عاوز اكسرها اهدها ليه حرام عليكم تعبت ؟

فهم ما ترمي له فهذا الحديث كان بعد حفل العرض لكن كيف وصل لها لم يود سؤالها حتى لا يزيد الامر فاحتجزها بين احضانه :
_اسمعيني والله الكلام ده كان قبل ما اتجوزك و قبل ما اقولك اي كلمة ناحيتك كويسة انا مخدعتكيش ارجوكي سيبي الماضي لو انا غالي عندك

نحيبها امتزج بعبراتها:
_بس انا مقهورة يا ادم انا مبقتش فهماك ولا فاهمة انت عاوزني ولا بتلعب بمشاعري

نظر لهيئتها التي اصبحت اكثر من جميلة حتى بوقت حزنها ترغمه على الانجذاب لها، تنهد بقلق لما سيفعله لكنه حقاً يتوق لامتلاكها، لختمها بأسمه طول العمر لا يعلم ماهية ذاك الشعور الذي يجتاحه كلما اقترب منها اوكان بعيداً، يفكر بها يود اكتشاف كل تفاصيلها بامعان اختراق تلك العضلة القابعة بين ضلوعها الرقيقة ليصبح هو المالك الوحيد لها اغمض عينيه ثم قرر ان يجيب على سؤالها بافعال ليس بالحروف ثم اقترب منها بحب ومشاعر مختلطة تتفق كلها على الشوق تجاهها لتصبح هي كالهلام بين ذراعيه دون ادني محاولة.

و اخيرا اصبحت الصهباء ملكه .....
___________________________________
صباح اليوم التالي استيقظ بارهاق ليجدها بجواره نائمة بكل براءة، انتفض حينما تذكر ان الليلة الماضية اصبحت زوجته بالفعل ارجع خصلاته الى الخلف بتوتر وضيق كيف فعل ذلك معها كيف آتته الجراءة؛ لينهي كل شئ هكذا كيف ضعف امام حزنها وبرائتها واحتواها بكل ما لديه من حنان ليصبح هو رجلها الاول تنهد بيأس ثم نهض تجاه المرحاض مرتدي ملابسه على عجل ذاهباً الى الخارج دون الالتفات لها.

_________________________________
باحدى القصور الفخمة نرى جسد امرأة في غاية الجمال مسجى على الفراش دون حراك، تتخلل خلاياها الاسلاك الخاصة بالاجهزة الطبية، صمت سيده صوت جهاز القلب اما عن ذلك القابع على مقعد بجانب الفراش منحني بجزئه العلوي قابض على كفها يبكي بحرقة ممتزج بألم داخلي  يجتاحه بلا رحمة ثم يرفع راسه يناظر اجفانها المغلقة.

نوفيلا صهباء امتلكتني Where stories live. Discover now