{الجزء 21}

754 26 2
                                    

أسرعت بالوقوف و الخروج سعيدة لأنها نجت من الموت الحتمي .. لكن وبعد خروجها تعثرت بقشرة موز على الأرض فسقطت على وجهها بكل قوة .. سمعت اصوات المراسلين وهم يتذمرون بكل أسى
_ لا مستحيل ... المقابلة الحصرية
_ كيف تم هذا ؟ أنسة كلير هل كنت تمارسين رياضة الجمباز في صغرك ؟
وضعت كلير يدها على قلبها وهي جالسة على الأرض لا تقوى قدميها على رفعها .. فجأة أتى رجل ما من الخلف وقام بحملها من خصرها مساعدا إياها على الوقوف ثم إختفيا خلف الزاوية في زقاق مظلم
_ تبا لقد إختفت ... لننقسم هيا لن أدعى مقالي يرحل عني بهذه السهولة 
تنهدت كلير براحة بعد أن رحلوا .. إستدارت لتشكر منقذها لكن الكلمات أبت أن تخرج .. لم يكن سوى كايل .. الشاب الذي لا ترغب أبدا اللقاء به .. قال بهمس
_ كنت متأكد أني اعرفك .. فتاة المقهى .. سأخبر زوجتك أليس كذلك ؟
رمقته كلير بنفور وأبعدت ذراعه عنها مبتعدة بعد أن تمتمت ببضعة كلمات شكر لكن كايل لم يتركها وشأنها بل صار يسير بجانبها وعلى فمه إبتسامته الخبيثة المعهودة
_ أردت أن أتأكد بنفسي من خطيبة ويليام بعيدا عن الإشاعات
_ أها ؟ إذن بعد تأكدك أيمكنك الرحيل؟ لأنه لدي عمل مهم كما تعلم
توقف كايل أمامها ونظر إليها من الأسفل الى الأعلى ثم هز برأسه نفيا دلالة على أنه لا يصدقها.. ويليام من المستحيل بل من سابع المستحيلات أن يتخذها كخطيبة لأن ذوقه لا مثيل له وهذه الفتاة تبدو كالمتسولين تماما .. قال بشك
_ متى إلتقيتما ؟ وكيف تم اللقاء ؟
_ لست مضطرة لأن أجيبك
_ أنا ربما لا  لكن مضطرة لقول الحقيقة في النهاية .. كما أني لم أتي لأراك فقط بل لأخذك معي أيضا .. فقد طلب السيد باولو روبرت الذي هو والد خطيبك  بحضورك  شخصيا
_ حقا ؟ أنا لا أصدقك
_ وأنا لا أصدقك أيضا وبهذا نحن متعادلان لذا تعالي معي

تنهدت كلير والقلق يعتريها .. كايل بالذات لا تستطيع تصديقه .. بعد مشاحناته مع نايت قد يكون هو العدو الذي يجب الإحتراس منه لكن مادام هذا طلب والد ويليام فلا أستطيع الرفض

إستنتج من خلال صمتها أنها موافقة لذلك سار أمامها وهي خلف بكل بطئ .. إتجها الى سيارة سوداء مركونة قريبا ومضللة أيضا
________

تمشي في الرواق وصوت كعبها يدق في كل خطوة لها ... من يسمعه ينبأ بثقة وقوة تلك المرأة .. لكن هذا كان في الأمس القريب .. وقفت لتأخذ نفس عميق معطية لنفسها جرعة من الثقة لكن لم يدم مفعولها كثيرا بعد سماع صوتها الخبيث

_ وأخيرا خرجت من جحرك
أغمظت عينيها بقوة وكأنها تخشى الإلتفات لها .. مسحت على شعرها راسمة على وجهها معالم الجمود  ملتفتة لها  مردفة بثقة لا تدري من أين أتت بها
_ أبشري برؤياي سيدرا  .. هاقد عدت وإليك خصيصا
قهقهت سيدرا لكلامها لترد
_ قبل أن نأتي لي يجب أن أكمل منك .. من أين أبدأ إليزابيث ؟ ممم أأبدا ببطولاتك في فرنسا ؟؟ أم في لندن ؟؟
إبتسمت اليزابيث بإشمئزاز على كلامها
_ إفعلي ما يحلو لكي سيدرا .. فأنا لا أحد يهزمني ... أمرض ولا أموت ..
_ لكنك لم تكوني مع دميتري بهذه القوة إليزابيث .. أنت مختلفة بشدة
فتحت عينيها على وسعهما بعد سماع ذلك الإسم .. مدت يديها لعنقها محاولة شنقها على الحائط قائلة
_ لا تذكري ذلك الإسم سلاما لحياتك سيدرا .. إلا ذلك
_ أنت .. فر..ي..س..تي . إل..زا..بي..ث
تركتها بعدما نترتها على الأرض .. إبتسمت بإستهزاء
_ لن تخيفيني سيدرا .. أتدرين لماذا؟ .. لأني أصبحت  خبيرة في مواجهة أمثالك ...
_____________

في تلك الليلة كان القصر مظلما على خلاف يوم الحفلة لم يكن هناك أي أثر للحياة به .. خاليا وموحشا ، مرعبا ومخيفا حيث يعيش  أفراد أسرة روبرت أشهر عائلة عرفتها نيويورك يتولى باولو روبرت قيادتها ويسير السوق كما يشاء وإبنه أيضا .. بلعت كلير ريقها بتوتر ثم إنحنت لتفرك ركبتيها .. تقدم كايل منها ونظر الى ساقيها قال بسخرية
_بالمناسبة القفزة ليست سيئة أبدا .. حينما رأيتك أكاد أقسم أنك كنت تطيرين
_ هاذا ليس مضحك لقد كنت في موقف حرج وكان عقلي فارغا لذلك لم أحاول أن أفكر فأسرعت بالقفز
_ مجنونة
نظرت إليه كلير بغضب فضحك .. أخرج منديله من جيب قميصه ومسح بقعة الوحل على وجهها ثم مشطه الخاص وقام بترتيب شعرها الأشعث قليلا .. إن رأى السيد باولو كلير في هذه اللحظة فحتما سيصاب بسكتة قلبية .. تبدو فعلا كالشحاذين
تبعته وهو يمشي الى أن رأت غرفة ويليام 
_ كايل .. سأنادي ويليام
_ لا فعمي يريد رؤيتك لوحدك
_ لكن أريد ويليام
كايل بخبث
_ لماذا لا تتركين ويليام وتأتي إلي
بعد إنتهاء كلماته سمعت صوت أنثوي وذو نعومة
_ كايل توقف عن المزاح مع الفتاة الصغيرة
ضحك كايل وأمسك بيد سيدرا  بينما الأخرى مستغربة من سيدرا  لرؤية زوجها مع فتاة أخرى دون التفوه بأي الكلمة بالإضافة الى الإبتسامة التي على وجهها
إستغلت إنشغالهما ببعض لتدخل لنفس الغرفة التي بها ويليام سابقا
لم ترى شيئا بسبب الظلام الحالك في الغرفة .. ذهبت بإتجاه النافذة لتبعد تلك الستائر عنها  فيتسلل ضوء القمر للغرفة موضحا بعض تفاصيل الغرفة .. وجدته واقفا بعيدا عنها بينما هالة الحزن تغطي وجهه الوسيم ..
_ ما الذي تريدينه ؟
_ ويليام ، سيد ويليام  لقد أحظرني كايل لأن والدك يريد مقابلتي وانا لا أعرف كيف أتصرف
تنهد وتقدم ناحيتها وعندما وصل فتح في نفس اللحظة باب غرفته بكل قوة ليظهر كايل الذي يبدو عليه الغضب .. زفر بغيض ليردف
_ عمي يريد رؤية كلير لذا دعني أخذها
رمقه ببرود ينافس الصقيع .. أمسك بيد كلير وكاد أنا يمر لولا وقوف كايل في طريقه
_ ألم تسمع ؟ هل أنت أصم ؟ لقد قلت أن عمي يريد كلير لوحدها
تقدم ويليام ناحيته ثم همس بشيئ جعله يجفل في مكانه رمقه بحقد وعاد من حيث أتى ..  سارو في رواق طويل ثم توقف عند المصعد .. ضغط على زر ما ليدخل الإثنين
_ ويليام هل والدك موافق مبدئيا ؟
لم يجب كعادته فهو قليل الكلام لا يتحدث إلا للحاجة .. فتح المصعد فظهر رواق طويل عريض يؤدي لغرفة واحدة فقط .. إتجهوا إليها داخلين إياها ، مكتب كبير وتحف فنية مع مكتبة واسعة تشمل جميع الميادين .. في كرسي جلس عليه رجل تبدو عليه الصفات الصرامة والحكمة ..

مولاتي الخادمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن