الفصل الثاني

93.1K 3K 1.5K
                                    


#أوتار_الفؤاد_أوس

الفصل الثاني

(انتقام أعمى)

سعل بحشرجة واضحة وهو ينفث دخـان ناريجيلته في الهواء مُكملاً تفريغ تلك الشحنة المتأججة في صدره من خلال إقباله الشره مؤخرًا على التدخين وتعاطي المخدرات حتى ينسى الإذلال الذي تعرض له أمام أهالي منطقته الشعبية قبل أن يُطرد منها، لكزه الجالس على يمينه في ساقه المثنية أسفل منه ليحذره من التمادي في شرب الحشيش قائلاً له:

-ما كفاية كده يا عمنا

نظر له "منسي" شزرًا من طرف عينه الملتهبة قبل أن يرد رافضًا بعنادٍ:

-ملكش فيه، أنا حر، إن شاءالله أولع في جتتي حتى

علق مبررًا خوفه عليه:

-يا سيدي أنا عاوز مصلحتك

زفر هاتفًا بحنقٍ ليكف عن إبداء نصائحه له:

-يووه، إنت هتخوت دماغي على الفاضي، قولتلك أنا حر

غمز له رفيقه متابعًا بنبرة ثقيلة:

-يا عم بدل ما تتشيع وتروح مننا، إنت لسه في عزك

علق عليه "منسي" ساخرًا:

-عُمر الشقي بقي

ثم عــاد ليشرد في تفكيره المنتقم ممن أذله وكسر شوكته أمام العامة، ورغم الهلوسة المسيطرة على عقله إلا أن مشاهد الإهانة كانت لا تزال حية في مخيلته، ووسط الضلالات التي يعيش فيها كان يبوح بما يخنقه لرفقاء السوء لربما أرشده أحدهم لوسيلة يستطيع بها إخماد النيران المستعرة بداخله، تجرع "منسي" ما تبقى في زجاجة مشروبه المسكر ليتجشأ بعدها ماسحًا بظهر كفه ما علق في ذقنه النابتة، كز على أسنانه مغمغمًا بحنقٍ مغتاظ:

-آخ، يا مين ينولني رقبتك يا ابن الأكابر وأنا أشقك نصين، آه لو كنت لوحدك

اقترح عليه الجالس إلى يساره:

-ما تسلط عليه حد من العتاولة

لم ينظر نحوه فقد بدا حديثه لهوًا فارغًا بالنسبة له، سحب نفسًا أشد عمقًا من ناريجيلته ليضيف بعدها وهو ينفث الدخــان:

-ولا البت كمان فلتت مني، كنت خلاص هاتجوزها واعمل ما بدالي، بسهولة كله يروح كده

علق عليه مازحًا:

-طالما مش ليك ضيعها

استدار نحوه ليسأله بفضولٍ وقد ارتفع حاجبه للأعلى:

-قصدك إيه؟

أجابه بخبثٍ:

-يعني اللي ماتجوزلكش تبقى ماتجوزش لغيرك

أَوتَارُ الفُؤادِ.. أَوْس! ©️ (الجزء الخامس- كامل) ✅Where stories live. Discover now