يد المساعدة

234 20 4
                                    

لم تجمع مالا كافيا مُنذُ الصباح الباكر حتى الان وقد اقتربت ظهيرةُ هذا اليوم، لكن وفجأة وضعت رُزمة كبيرة من النقود على العلبة وكان رجلا كبيرا في السن جميل المظهر وحسن السلوك طيبُ القلب ورهيفٌ،
نطق بُكلِ خشوع:
- يا سيدة... اقبلي مني هذه الاموال وانا ساوفر لك عملاً مُناسب جدا.
اقبلت دالجا تقفُ على قدميها لتُقبل يدهُ لكنه نفرَ منها قائلا:
-استغفر الله يا اختي استغفرالله، انا لم افعل هذا الا لله ورحمةٌ لكِبرِ سنك.
اُجهشت دالجا بالبكاء بعد ان عرِفت انهُ مُسلم ثُمَ تذكرت مافعلتهُ للمراة المسلمة وغيرُها من المسلمين.
استغربَ الرجل بُكاءها الشديد لكنه فكرَ انه بسبب فُرصة الذي عرضها لها للعمل، كانت دالجا اسوء شعورٍ
تمرُ به في حياتها فقد اساءت لمُسلمين كثيرين واشعلت حياتهم نيراناً واشبعتهُم سماً بِسببِ كلامها.
بادر الرجل بعد ان رائ صمتها:
- عملك سيكون مُنظفة في المسجد فهو ينقص من ينظفهُ ولم يقبل ايُ شخصٍ عرضت له هذا العرض رُغم انه مكانٌ طاهر نظيف وانا رايت انك محتاجة لهذا العمل.
نظرت لهُ:
-شُكرا لك سيدي، لكن اين المسجد؟
-انه بالقرب من هُنا، احملي بااغراضك وتعالي خلفي.
اخذت دالجا اغراضها بسرعة ثم سارت خلف الرجل وهي تلتفت حولها كالتائه وهي تُفكر « ماهذه الحياة التي اعيشها وما الذي افعلهُ بنفسي وكم اساءة اسئتُ للناس، هذا هو سبب فشلي بكل شيء حتى باابسط الاعمال وذلة الناس لي وحتى ابنتي اوجعت قلبي وظهري مليئ بالهموم ولا اعلم كيفَ ازيلها ولا يبدو ان هُناك شيئا يزيل تلك الهموم ويجعلُ من الانسانِ يطيرُ كتلك الطيور الخفيفة بوزنها عديمةُ العقل ولا تُفكر بكلام احدهم عليها او بنظرتهم فقط ماتفكر به تأدية عملها بااتم وجه»
«دالجا اسئلتكِ كلها لها اجابة وانا ساارد عليها: حياتك اسوء حياة قد عاشها انسان وانتِ السبب جوابي لك هي انتِ السبب لو انك امنتِ بالله ولم ترمي كتابه لم تحدث لكِ هذه الكوارث ولو انك لم تُسيئي للمسلمين لما اساء لك من هم من دينُك، سبب فشلك بالحياة ليس اساءتك للمسلمين لا بل تفكيرك العقيم هو السبب وانت تستطيعين جعلَ الناس يحترموك لو احترميهم لكنك طلبتي منهم ان يذلوك بسبب افعالك السيئة، وهمومك انت السبب بها ولا تنسي ان كتاب الله موجود وهو يزيلُ همومك ويريح قلبك ويجعلك تطيرين كالطير الذي وصفته انه بلا عقل فالله هو الذي خلقه بلا عقل ليكون الانسان هو الحيوان البشري الوحيد الذي لهُ عقل لكنك تعكسين لنا كل ما خلقه الله لنا ولا تستعملين عقلك بااشياءٍ تنفعك»
نهاية الفصل

اعتناق اسلامDonde viven las historias. Descúbrelo ahora