عُباد الظلام

1.1K 42 12
                                    


عن قوم وجوههم شاحبه اجسادهم هزيله لـقلة تعرضها للشمس فـقد اتخذوا من انابيب الصرف الصحي مسكناً، يتغذون على ما يتواجد في محيطهم من قوارض، اغلبهم عُميان، كانوا يحتفلون عند مطلع كل شهر تحت اعظم فوهه صرف في مكانهم حيث ينبثق اليهم القليل من ضوء الشمس فـتبدأ طقوس عبادتهم للضوء بـرمي بقايا عظام الجرذان في بقعة الضوء تلك حتى تتأكل مع الوقت

بدأت عباداتهم منذ قرن حين تأرجحت لهم من الفوهه بقايا ورقه باليه قد كتب فيها « لا تقرب الضوء » فـزعموا انها تحذير إلاهي و صاروا يتعبدون عند نفس البقعه

في احد الاعياد رمت الام ماكان في يديها من قربان و على غفلة منها دفعها صغيرها لـتخترق محيط الضوء المحظور و تسقط على تلة العظام، تعالت الشهقات و ملامح الرعب كست الوجوه، لجأت الام بـفزع لـقومها الذين اخذوها و من حينها لم يلمحها صغيرها الذي اسموه نقمه، بلغ نقمه مكروهاً بين قومه يجر ذنب امه مُنبيء بالمصائب، و لازال غير مقتنع بـخزعبلات الضوء تلك، لاسيما و قد كان جرب ملامسته خلسةً من قبل و لم يصبه اذى، و كـعادته مضى في المساء متوجهاً لـنفس المكان و قد اتخذ منه ملجأً بعيداً عن لغو القوم، اتخذ من كومة العظام فراشاً لـيغدو غارقاً في بحور السماء بـعينيه متفكراً مراقباً هلال الشهر، لـيسهو على النفس فـيغرق بـالنوم، و كان قد نسي ان عبادات مطلع الشهر غدا،ً استفاق على همهمات و شعر بـالشمس تحرق وجهه، اعتدل في جلسته لـيقابل تلك الوجوه مخطوفة الملامح، تعالت الاصوات "لعنته الالهه" حين رأوا ماتركته الشمس على وجهه من اثر، تحسس وجهه بـيده، هدأت الاصوات و انطلق صوت الزعيم الجهور "اقترب يانقمه" ، حملته ذاكرته لـتلك الواقعه و كيف لازال يجهل ماحل بـوالدته، قاطع افكاره صوت "اقترب يانقمه نحن قومك لن نؤذيك"، تعالت من بين الحشود صرخه فتاة "اهرب"، تسارعت مجموعه لإسكاتها و جرها بعيداً، ما ان التفتوا لـنقمه حتى كان قد تسلق التله العظميه و قفز للسطح تاركاً خلفه عقولهم تتخبط في دهاليزها

عاماً يجر عام حتى مر ذاك الطالب يحمل البحث الجامعي للتخرج، انصرف عن المدينه حتى عثر على فوهة الصرف القديمه، لـيرمي فيها احدا اوراق البحث التي كان قد نسخها مسبقاً بـعنوان
(حساسية العين للضوء)
طرق الوقايه:
لا تقرب الضوء ، ان شعرت بـتهيج في العينين

--------

كـمن يقرأ قوله تعالى {لا تقربوا الصلاه} ولا يكمل {و انتم سُكارى}
Rovema

انابيبWhere stories live. Discover now