القسم الخامس: الفصل العاشر

309 20 14
                                    

الفصل العاشر

حل الصباح بنوره ليضيء المكان ويبعث الأمل لاستمرار الحياة من جديد، ونهضت دانة من السرير، لاحظت السلسال اللؤلؤ الملقى فوق الطاولة الجانبية، تمعنت النظر به وهي تفكر بعلاقتها بمايكل وبالقرار الذي اتخذته لقطع هذه العلاقة نهائيًا، ثم حدقت بمعصمها الملفوف بشاش ابيض، جرت دمعتها على خدها، انها ثاني مرة تفكر بالانتحار ولم تنجح، انقذها مايكل في الاولى، وهذه المرة هو سبب محاولتها للانتحار، كيف سولت لها نفسها ان ترتكب هذه الخطيئة، دعت في نفسها "إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها"، تسللت دموعها من عينيها بحرارة، حاولت كتم هذه الدموع وكبت مشاعرها، دخل ساراس الغرفة وهو يحمل بيده حقيبتها، سلمها الحقيبة فشكرته لمساعدتها، وبعد ذلك سألته عن مايكل ففاجأها بإجابته:

- لم يخرج من غرفتك منذ البارحة، ولم يذهب إلى العمل أيضًا.

صمتت دانة ببرهة وهي تفكر بمايكل، ثم ودعت ساراس وخرجت من المستشفى دون ان تعلق بشيء.

جلست ماغي في غرفة المعيشة بانتظار خروج مايكل من غرفة دانة، كانت تفكر كيف تبلغه بقرار دانة بالانتقال إلى القسم الآخر وبردة فعله، هل سيتحمل الخبر ويتقبله؟ وكيف ستستمر حياته دونها؟ خرج مايكل من غرفتها وتقدم من ماغي يسألها عن موعد مغادرة دانة للمستشفى، ترددت ماغي قبل أن تجيبه، كرر سؤاله عدة مرات وصمتت ماغي دون إجابة، لم تتمكن من إخباره بقرار دانة الذي قد يهدم حياته ويقلبها رأسًا على عقب، خرج من الشقة بعصبية واتجه إلى المستشفى، هرول إلى غرفتها وشرع بابها وهو يناديها لكنه لم يجد لها أثرًا، صرخ وهو ينادي اسمها لعلها تسمع صدى صوته، لفت نظره السلسال اللؤلؤ المرمي فوق الطاولة الجانبية، قبض السلسال بيده اليمنى وحدق النظر به وهو يتذكر دانة ثم دمعت عيناه بحزن، اقترب ساراس منه، مسك ذراعه ليخرجه من الغرفة بهدوء، التفت مايكل إليه قبل أن يخرج من الغرفة ثم سأله عن دانة، أجابه ساراس بصوت هادئ:

- لقد رحلت إلى القسم الآخر هذا الصباح!

صرخ مايكل به:

- كيف تركتها ترحل من هنا؟!

خرج مايكل مسرعًا من الغرفة، فاستوقفه ساراس طالبًا منه عدم الذهاب لرؤيتها الآن لأنها لا ترغب برؤيته.

وصلت دانة إلى القسم الوافدين وحيدة، كان قلبها يخفق خوفًا من مصيرها فهي لا تعرف ما الذي يخفيه القدر عنها في هذا المكان الجديد، دخلت مبنى الإدارة مرتبكة واستقبلتها موظفة الاستقبال وأرشدتها إلى غرفة التسجيل، دخلت دانة الغرفة بخطوات بطيئة، حدق الرجل بها وهو يسألها عن اسمها ثم أعطاها ورقة لتملي بياناتها، ارتجفت يديها وهي تملي بياناتها، ثم مدت يدها لتسلم الورقة للرجل الذي كان يتمعن النظر بها، طلب منها أن تتصور صورة فورية بالغرفة المجاورة له، دخلت الغرفة ودخل الرجل خلفها، حمل الكاميرا بيده وطلب منها الجلوس على الكرسي، أغلق باب الغرفة، اختلست دانة النظر به، كرر طلبه مرة أخرى، فجلست على الكرسي ووجهها مثبت إلى الأمام كتمثال، التقط عدة صور لها، ثم طلب من موظفة الاستقبال أن ترشدها إلى مسكنها الجديد، وخرجت دانة برفقتها من المبنى، تجولتا في المنطقة إلى أن وصلتا إلى المبنى الذي ستسكن فيه، ولايزال الخوف يلهو بداخلها ويبدو أنه سيبقى لفترة من الزمن ولن يبارح مكانه، دقت الموظفة باب الشقة بيدها، فتحت فتاة عشرينية محجبة، أخبرتها الموظفة بأن دانة ستكون زميلة لها في السكن، رحبت الفتاة بدانة وصافحها وهي تعرف بنفسها:

أحبك ولكن! Where stories live. Discover now