1-حرية موجعة

2.5K 164 78
                                    





هل انتصرت أم لازلت تقاوم.. ؟

Pov'winter


أحترق ...باتت أيامي محترقة بالألم باتت أحلامي دموعا تربكني ... طموحاتي لا تتعدى هدم سجن بني لحمايتي ، محترقة انا كما اعتدت بطريقة باردة ...محترقة باتت تلك الأيام المسماة بحياتي ، اسطوانة كلاسيكية أو كطاحونة عفنة لا تطحن سوى الهراء و الوهم و الكثير من من المكتسبات الخاطئة ، كل ما هو حولي يعزف الحزن اليأس ..و الروتين القاتل باتت أيام مراهقتي تزهر سما علقما .. ونسيت ذلك الطعم الحلو الذي اعتدته يوم خارج هذه الأسوار

جسدي أرضي ملّت من حدودها فاستوطنتها جزر من البهاق ، لقد أصبحت في نظرهم جثمان يمشي برعونة على سطح الأرض ، ينشر القبح و يحرض على العصيان..

فلم يلبثوا أن جعلوني أتوارى خلف جدران شيدوها من اجلي ، ليس و كأني طلبت ليس و كأني كرهت نفسي ، هم يجعلوني اصدق ذلك ، هم يجعلونني اخاف من نفسي ، هم يضخمون تلك الهواجس بداخلي ...

في ايام كهذه ، ما يؤلمني ، و يجرحني هو كوني اتضايق من اكثر الاشياء سخفا في حياتي ،
لطالما ضايقني كون خادمتي لا تقوم بأي ردة فعل ، كلما ألبستني ، حممتني ،أو مشطت شعري ، هي دوما تتجاهل اسئلتي ، تستغيب حضوري و تتملص من نظراتي ، كان يكفيني أحياناً إشارة أو لمسة أي شيء تفهمني به أنها لا تستطيع الإجابة لكنها تسمعني على الأقل ،

لطالما ازعجني كون معلمي ذلك الرجل الذي لم أره قط إلا من وراء ستار شبه شفاف جعل معالمه تبرز بطريقة غريبة و غير محببة ، لكن كل ما أعرفه أنه عجوز بما فيه الكفاية ليكون مملا رغم كونه الوحيد الذي يتواصل معي كلاميا .

لطالما كنت أسيرة لهذه الغرفة ، خادمتي و معلمي هما جل ما أعرف عن العالم الذي يقع مباشرة خلف هذه الجدران ، و مقتطفات مضمحلة من طفولتي البائسة أمي ، أبي لم يعد لهم وجه محدد في مخيلتي ، حتى أصواتهم التي ترن بمخيلتي تأخد دوما منحى يلازم نبرات المغنيين الذين يحتلون صفوف الأسطوانات الموسيقية التي استمع لها ....

لكني لازلت أحظى بالكثير من المتعة من كل تلك الكتب التي في رف خزانتي المصغرة لطالما أحببت كونها تستوطن معظم القسم المعاكس لسريري كما تستوطن الكثير من تفكيري و تخيلاتي عن العالم رغم أن ذلك العجوز يخبرني بشكل متكرر على أنها رؤيا غير واضحة للعالم الحقيقي و انها مجرد زاوية نظر خلفتها قاعدة حسية مركبة تتداخلها فيها معتقدات الكاتب مع محيطه ، لكن أليس من الجميل ان أعرف ان الشمس تنشر لوناً أحمر كلما كانت راحلة ، ألا يكفي ان أعرف أن هناك اشخاص يعيشون في سعادة أبدية ، و أميرة مسجونة تنتظر منقذها تماما مثلي ... لا أريد أن أتخيل أياً من تلك الاشياء الكئيبة فواقعي يكفي ...تخيلاتي الوردية تنتهي دائما حينما انظر لذراعي... البهاق بدأ يحتلهما ببطئ بينما روحي تتآكل فضولا لاعرف كيف تبدو ملامحي أأبدو مشوهة بالكامل اين تقع حدوده في جسمي ، اتمني لو كانت المرآة اثاثا رئيسيا في غرفتي لكنها ممنوعة ايضا....

Vitilgo ~بهاق البحر Where stories live. Discover now