. 1 .

21.1K 835 103
                                    

هرولت نحو المصعد المفتوح، و هي تجُرّ حقيبة ملابسها بيدٍ، و تحمل علبة حلويات بيدها الأخرى في حذر. صرخت طلبا لإنتباه ركاب المصعد إليها.
- من فضلكم. أحدكم. فليوقف المصعد رجاءً.

إنتبهت شابة شقراء تقف قرب الأزرار إلى المسرعة نحو المصعد، فضغطت على زرّ و منعت الباب من الإنغلاق. دخلت صاحبة الحقيبة، شكرت الفتاةَ بابتسامة واسعة، ثم وضعت حقيبة ملابسها أرضا، لحظة إنغلق الباب.
تفقدت علبة الحلوى، و هي تتمتم لنفسها.
- أرجوا أن تكون قطع الحلوى بخير!

رفعت عينيها عن العلبة و إتلتفت إلى الشقراء بجانبها، و التي كانت تشير إلى لوح مفاتيح المصعد، متسائلة،
- في أي طابق ستنزلين؟
- الخامس.

تبسمت الشقراء.
- الطابق نفسه الذي أسكنه إذا.
- تسكنين هنا؟

أجابت بايماءة ثم سألت.
- و أنتِ؟

أضافت مشيرة إلى الحقيبة.
- في زيارة لأحدهم؟
- نوعا ما. سأبقى هنا لبضعة أشهر عند صديقة لي.
- جميل.

تَوقف المصعد، و فُتِحت الأبواب، فنزلت الشابتان. بادلت كل منهما للأخرى إبتسامة لطيفة. ثم مدّت الشقراء يدها طلبا للمصافحة.
- بالمناسبة، إسمي سارة.
- أنا روز.

تصافحت الشابتان.
- إذا، أراك لاحقا؟

أومأت سارة.
- بالطبع. أسكن في الشقة رقم 501. إذا ما إحتجت أي شيء، أنتي و كذلك صديقتك، فلا تنسي، أنا جارتكما و مستعدة لتقديم المساعدة.

إفتر ثغر روز عن ضحكة لطيفة، فبادلتها سارة بنفسها.
- أراك لا حقا إذا.
- لاحقا.

غادرت الشقراء إلى شقتها وهي تلوح لِرُوز، و التي لاتزال واقفة مكانها، تلوح لصديقتها الجديدة، إلى أن إختفت عن ناظريها. إستنشقت نفسا، أمسكت بحقيبتها، و ضمت علبة الحلوى إلى صدرها في حرص، ثم تركت موقفها.
همست لنفسها.
- راشيل~ أنا قادمة.

***

إستقامت أمام باب شقة يحمل رقم 522. دقت مرة. ثم مرتين. لم يجب أحد، فقررت أن تدخل الرقم السري بلوح الأزرار بجانب الباب، فتفتحه و تدخل.

تساءلت و هي تضغط على الأزرار.
- أ تراها غيرت الأرقام؟ واحد، صفر، تسعة...

إنتهت من إدخال الرقم، ففُتِح الباب. دخلت الشقة وهي تنادي باسم صديقتها.
- راشيل. راشيل، أنتِ هنا؟

تركت حقيبتها بالقرب من المدخل، و إتجهت نحو المطبخ المفتوح على غرفة الجلوس، وضعت علبة الحلوى على المائدة، ثم أخرجت هاتفها من جيبها قصد الإتصال بصديقتها. كانت على وشك الضّغط على الرقم، عندما سمعت باب غرفة راشيل يُفتح. تبسمت ثم ركضت نحو الغرفة.
- نائمة؟! لم أكن أعلم أنكِ تنامين في مثل هذا الوق...

وقعت في حبه مجدداWhere stories live. Discover now