||9||

28.8K 2.3K 671
                                    

لقد كُنا جالسين على طاولةٍ كبيرة ، أنا على يسارِ ماكسمليان و مارسيليا على يمنيهِ يجاورها الشابُ الذي أتضحَ أنهُ الأميرُ كارلوس لقد كانَ الطعامُ الباذخُ موضوعاً أمامي و قد غطى كُلَ شبرٍ من الطاولة و هذا كانَ عذاباً بطيئاً لبطني التي لم تتناول شيئاً ليومٍ كامل

"لم ألحظ وشمكَ جيداً ماكسمليان .. يبدو ضخماً للغاية" أثرى  كارولس على الوشمِ الذي يغطي ظهرَ رفيقي فورَ خلعهِ لعبائتهِ الثقيلة
و قد كانَ حقاً وشماً كبيراً  ولكنني لم أكن أركز على شيءٍ آخر غير الطعام

تنهدتُ أنظرُ إلي صحنِ اللحمِ الشهي الذي كانَ يناديني بصوتٍ عالي لتناولهِ ولكنني شعرتُ بالحرجِ لوهلة ، فهم في النهايةِ موتى لا يأكلون

"تبدينَ مترددةً نوعاً ما"
تحدثَ كارلوس ينظرُ نحوي باستمتاع ، و هذةِ كانتْ فرصتي الذهبية إذ يجبُ عليَ أن أنفي ظنه ، نفيتُ ذلكَ برأسي و مددتُ يدي إلي الشوكةِ و السكين بتلهف و دعوني أقولُ بأنني لم أكن في حاجةِ إليهما في تلكَ اللحظةِ مطلقاً

قمتُ بتقطيعِ اللحمِ و حرصتُ ألا يلاحظ أنني قد قمتُ بقطعِ أكبرِ قطعةٍ قد يمكنُ لفمي أن يستحملها و قمتُ بمضغها بسعادةٍ بالغة .. لم أكن أعلمُ أنَ مصاصي الدماء يجيدون الطبخَ هكذا

"كيف هوَ ؟"
سألني كارلوس يقومُ برفعِ حاجباهُ الكثيفانِ ، في ذلكَ الوقت لم يكُن فمي يريدُ الكلام كلُ ما أرادهُ هو مضغُ الطعامِ و إبتلاعهِ لذا قمتُ برفعِ يدي بإشارةٍ تدلُ على إعجابي الشديدِ بما كنتُ أكله

هوَ لم يكتفي بالسؤال بل غيرَ مكانَ جلوسهِ ليكونَ بجانبي ، حينها شعرتُ بالصمتِ يغلفُ المكان فقد كانَ ماكسميليان قد غيرَ مجرى إهتمامهُ الذي كانَ منصباً على مارسيليا ليركز عليَّ أنا و كارلوس الذي بدى متحمساً للغاية بمشاهدتي أتناولُ الطعام

"ماهذا"
قلتُ أشيرُ إلي صحنٍ بهِ بعضُ الدوائرِ البنية و عليها صوصٍ أحمر لهُ رائحةٌ شهية

"لا أعلم جربيه" قامَ بتشجيعي و وضعَ إحداها على صحني أنا لم أستخدم الشوكةَ هذةِ المرة بل أمسكتها بأصابعي و حشرتها بداخلِ فمي ، و لقد كانتْ لذيذة كاللعنة

"تعجبني الملكةُ خاصتكَ ماكسميليان ، أنها متوحشة"
ضحكَ من طريقتي و راحَ يضعُ المزيدِ من الطعامِ على صحني ، أنا القيتُ نظرةً نحوَ ماكسميليان و يبدو أن ضحكَ كارلوس لم يؤثر عليهِ مطلقاً فالعبوسُ الطفيف ما زالَ على شفتيهِ
و عندما نظرَ إلي حولتُ عيناي نحوَ كارلوس و قد برزَ بهما القليلُ من الإستغراب فحماسهُ حقاً مريب
"لا وقتَ للإستغراب ، عليكِ أن تأكلي فحسب "
و وضعَ التحلية بعيدةٍ قليلاً عني و قد كانَ شكلها يجعلُ لعابي يسيل لذا لم أشغل بالي بالأسألةِ كما قال و تابعتُ الأكل من جديد

ستيفانوس | stefanous Where stories live. Discover now