" بارانويا "

1.3K 141 224
                                    

أراقب الطبيعة الخلابة بتمعن، أستنشق الهواء النقي ليتغلغل إلى أعماق صدري حتى أشعر بروحي تتجدد.

أجلس أمام شجرة أرى بأن لا فائدة منها! نعم، لا فائدة منها، فهي لا تثمر شيئًا، أراقبها كل يوم على أمل بأن تزهر أو تنبت ولكن... لا فائدة!

فقط أشعة الشمس تحرق وجهي عبثا.

حسنا بمناسبة إستنشاق الهواء وروحي التي تجدد فهذا مجرد هراء. رأيت صديقة طفولتي نينا تتقدم نحوي بإبتسامة مشرقة كعادتها لأبادلها بواحد ودودة.

أنا حقا أحب هذه الفتاة، فهي أكثر شخص يفهمني ويتفهمني، إنها صديقتي المقربة وأمل أن تتطور علاقتنا  في أقرب فرصة.

" إيان الوسيم، كيف حالك؟ " قالت بوجه مشرق لأبتسم تلقائيا وأجيب بنبرة مبتهجة " بخير، وماذا عن صديقتي الجميلة؟" لاحظت إبتسامة خجولة نمت على ثغرها لأرفع أحد حاجباي بدعابة. حقا هي جميلة.

" بخير ما دمت كذلك." أجابت بلطف ومن ثم صفقت بحماس و كانت ستقول الجملة المعتادة لولا أني سبقتها وصحت بمزاح " ما رأيك بوجبة طعام خفيفة؟ موافق." أجبت نفسي بنفسي لتنهال هي بالضحك.

أعتقد بأن الوقت قد حان لأعترف بأن إبتسامتها أحد أهم أسباب سعادتي!

ندهت على أحد العاملات بهذا المخيم اللطيف، كتصحيح بهذا المخيم الذي يصبح لطيف فقط بوجودها.

تقدمت إمرأة تبدو بنهاية عقدها الثالث لتحضر لي صحن ممتلئ بالطعام، أخدته منها لأضعه بجانبي ومن ثم شكرتها بلطف لتغادر بعدها.

" هيا يمكنك الأكل من طعامي، أعلم بأنك معاقبة ولكنني لن أخبر أحدًا. " همست بمزاح لتبتسم هي بسعادة و تبدأ بالأكل بهدوء.

رأيت الرجل المسؤول عن هذا المكان يمر من بعيد لأرمقه بنظرة غاضبة، فهذا الأحمق منع نينا عن الطعام بسبب تسللها لغرفتي الليلة الماضية.

صحيح بأن الجميع هنا أرسل من قبل والديه بسبب سلوكهم، ولكن هذا لا يعني بأن نعاقب بحرماننا من الطعام!

الحمد لله بأنه لم يراها و هي تأكل، وإلا لكنت في عداد الموتى أنا الأخر.

" شبعت. " قالت خلال مسحها فمها بأحد المناديل المرفقة بجانب الصحن بينما إبتسمتُ برضى.

" جيد، في المرة القادمة حاولي أن تتسللي بحذر أكثر " أعقبت بدعابة لتلكمني هي بغيظ مزيف لنتشارك الضحك على الفور.

بقينا نراقب الجميع حولنا إلى أن لفت نظرنا إلتحاق شاب جديد بهذا المخيم المقيت. كان يبدو تعيسا للغاية ولكن ما لفت انتباهي هو بكاء والدته وحزنها الشديد عليه، لقد بدت مقهورة.

" ياللشفقة! " نطقت نينا خلال مراقبتها لهم بينما لم أشاء التعقيب.حسنا ' إذا كانت والدته حقا تكترث لأمره ما كانت لتزج به داخل هذا المكان المقزز!' هذا ما طرأ ببالي لذلك فضلت الصمت على إخراجه.

بارانويا || Paranoia Where stories live. Discover now