الفصل الرابع عشر

6K 102 0
                                    

واقفه كما هى كأنها صنم ، لا تتحرك ولا رمش لها جفن ، صدمة حلت عليها ، انه يحبها من زمن وهى لا تشعر به ..، احبها من وهى صغيرة جدا وليس من شهر ..، يحبها حقاً ... يريدها حقا ... ما هذا ..، ماذا يحدث هنا ... هل يقول انه يحبنى ..، يقول انه يعشقنى ويريدنى .. اذن لما كانت تلك القسوة منذ البداية .. ، أااا انه لم يجد طريقه غير تلك لكى تكون بجانبه ...، حارب المجتمع لكى يصل لها ..، حاارب !! ... حارب ماذا .. هل ذلك عبدالله الذى كان يقف امامها ويتكلم .. هل هو حقا... ياالله ...، اغمضت عينيها بأسىٰ وهى تمسع على شعرها بيديها بحنق وحزن ..، ماذا فعلت هى ، انه ظل طوال الثلاثة اشهر معها ولم يتركها بل وحاول تعويضها قدر ما شاء ، ماذا عساه يفعل الأن ..، هى حقا بلا قلب ام ماذا ..، هزت رأسها رافضه بقوة وهى تهتف بغضب ودموعها على وجنتيها :


- لالا ... انا مكنتش فاهمة حاجه ..، والله مكنت فاهمة ... .

خارت قواها لتسقط على ركبتبها جالسة على الأرض وهى تهتف بألم :

- انا بوظت كل حاجه .. كل حاجه .. .

اخذت عبراتها تهرول على وجنتيها وهى تنتحب ،.. ماذا تفعل الأن او ماذا فعلت ..، انها ظلمته ..، لم يكن يقصد اهانتها او الشك بها ..، انها فهمت غيرته بمفهوماً اخر .. ، هى من شكت به وبشخصيته معها ..، انه حقاً عانىٰ الكثير والكثير ..، نبرة صوته كانت تدل على ذلك ..، نعم انه به شىء ..، هناك شىء يريد قوله لها ..، لماذا لم يسألها ان كانت تحبه او لا هاا .. عند تلك النقطة سخرت من ذاتها وهى تقول بدموعها :

- ههههه على اساس انى استحق السؤال دا ... على اساس انى اديته فرصه ... على اساس انى كلمته او سألته .. على اساس انى موقفتش زى الصنم ... الصنننم .... .

قالت كلمتها الأخيرة بصراخ غاضب ، حزين ، باكى ، لم حياتها بهذا الشكل ، كل شىء صعب عليها ، لم تعش حياة سعيدة وإن عاشت يكون قليلاً وتأتى مشكله ومصيبه تحل عليها وتفسد عليها حياتها ...، لماذا وهى فتاة صغيرة لم تكمل حتى عمر الرشد ، لم ..، اخفت وجهها بين راحتيها وشهقاتها تعلو ببكاء مرير .. .

***

اما عنه فكان بسيارته يسير بها فى طريق مظلم ويخلو من الناس لا ينيره سوى ضوء سيارته ، ينظر للطريق بعينيه السوداء من شده غضبه وندمه عن ما حدث ، ابيضت مفاصل يداه من شدة قبضهم على المقود ..، لقد خسرها بالتأكيد ..، طفلته ستتركه بمفرده مرة اخرى ... مرة اخرى ..، شيطانه سيخرج مرة اخرى ويسيطر عليه ان ذهبت ، انها تخاف منه وترهبه ، انها لا تحبه ، فكيف سيجبرها على العيش معه ، انه رجل وله كبرياء لكنه مستعد ان يخسره من أجل ان تعيش معه ، انه سيضيع من غيرها وبدونها .، تذكر لحظاتهم السعيدة والمرحة ، تذكر سعادتها فتلك الأيام والشهور ، فكر لوهلة انها بدأت تحبه وتتعود عليه وعليه حياتها الجديدة ، فكر انها بعد ان رأت حنيته وحبه لها ومشاعره الذى يبثها لها بكلامه وافعلاه حتى بقبلاته ولمساته ستحبه...، فلماذا اذا لا تتقبله ولا حتى تريد تقبل حبه وقلبه ..، يعلم انه اخطأ فى حقها وألمها وأهانها وكسرها فى بادئ الأمر لكنه اصلحه على الفور ، يعلم انه اخرج لها شيطانه وارهبها لكنه ندم حقا ، لم يكن يوجد حل غير ذلك لتتقبله ، انها تريد الطلاق منه تريد الذهاب وتركه ، تريد تركه لشيطانه !!! ، خلل اصابع يده فى شعره يقبض عليهم بشدة وغضب وهو يسب ويلعن نفسه ، نزلت دموعه على خديه ، خانته عينيه واخرجت الدموع منها ، انه يبكى ، عبدالله الأحمدى يبكى ، ويبكى من اجل طفلته وحبيبته ، يبكى من فقدانها فعلياً ، يبكى من ندمه على ما فعله ، الرجل بكىٰ من اجل أنثى ، وهذا فى حد ذاته اكبر الأسباب تجعل المرأة تصدق الرجل ، فليس هناك رجل يبكى ، حتى وان كان فى اصعب الحالات والمواقف والمصائب ، لكنه بكىٰ من قرب فقدان زوجته وحبيبته ، يبكى ندماً على افعاله معها ، فى النهاية الرجل بكىٰ من اجل أنثى .... .

حكايه اسيلWhere stories live. Discover now