منعطف

72 3 0
                                    

الأمطار تتهاطل بغزارة تتناقلها الرياح العاتية بينما يضيء البرق الليلة الدرامية بامتياز بين الفينة و الأخرى و يشق صوت الرعد هدوء الليل الذي أسدل ستره على أوكسفورد مبكرا ...الأمر ليس كما تعتقدون هذا المشهد ليس من أحد أفلام الرعب الكلاسيكية و بالتأكيد ليس في ساعة متأخرة من الليل بل إنها الساعة الثامنة إلا ربع مساءا ،حيث يتواجد أبطالنا الخمسة في المختبر و هم يحتفلون بنصرهم ،أخيرا اكتشفوا المعادلة الرابحة ،انهم يحتفلون بطريقة هستيرية أخيرا حصلوا على كل البيانات التي تثبت صحة النظرية التي يعملون عليها لتصبح بذلك حقيقة علمية لقد نجحوا في كتابة معادلات الأكوان المتعددة ، كانوا جميعا يرقصون من الفرح حرفيا حتى مايكل الهادىء يقفز و يصرخ قائلا :نجحنا
من يراهم يعتقد أنهم مشجعوا فريق من الدرجة الثانية هزم فريق برشلونة الإسباني بسداسية دون مقابل
لقد ارتسمت الفرحة و ضحكت لهم الدنيا بكل أساريرها
و في غمرة السعادة _اعتقد توقعت يا قارئي العزيز أن الأمر ليس بهذه السهولة_وصل هاتف مايكل تلك المكالمة الهاتفية المشؤومة
رفع سماعة الهاتف و البسمة ترتسم على شفتيه
لكن جاءه صوت فتاة باكية ميزه جدا
_ما الأمر نوستال
ردت عليه من بين شهقاتها المتعاقبة
_أمي ...
_مابها ؟!
.
.
.
.
.
اااآمييييييييييييييين !!!
غادر الجميع بعد أن ودعوا المرأة الفاضلة على حد تعبيرهم "ميلينا"
خلت المقبرة سوى من الأجسام الأربعة التي بدت دون أرواح
الأب يبدو في حالة لا يحسد عليها أما آرثر فهو جالس أرضا يبكي بينما يضم نوستالجي إليه
مايكل دون رد فعل ،دون دموع ، دون أي تعبير أو مشاعر واضحة ... فقط يردد بصوت متدرج نفس الجملة حتى صرخ بها علنا:
_لماذا انا ؟!لما اخسر من احب دائما؟!

الأكوان الموازيةWhere stories live. Discover now