الفـصل الثانـي

171 12 15
                                    

ـــــ بعد سبعة أشهر ـــــ

"مرحبًا ؟ أجـل إنه أنا " صوتٌ أنثوي ذو نبرةٍ مَيتـة تحدث بهـدوء

"چوزيفيـن" استكملت حديثها في ذلـك الهاتف الذي بيدهـا

"في الواقـع أردتُ أن ، أردتُ إرسـال أحدهـم للمنزل ليقوم بتنظيفـه ، أجل في الواقع أنا أوّد الإنتقال ، أجل أجل المنزل القديـم ، فقط أخبرهم ألّا يعبثوا بشئٍ ، حسنًا " تحدثت بتردد بينما تنهض وتسير في دوائر لتتجـه للنافذة الزجاجـية الكبيرة التـي - علـى رغم سواد الليل الذي تُطل عليـه- تُضئ تلك الشقـة الخاليةِ من البهـجة.

" سأنتقل فـي أقرب ما يمكـن . في الواقع باريـس التي أُحـب ماتت ، مدينـةُ النورِ أظلَمـتْ فِي عينـاي. " تنهـيدةٌ مُثقلـة بالهـموم فرّت مِن رئتيهـا وسرعـان ومـا إنتهـتْ تِلك المُكالمـة لتعـود چوزيفيـن لتجلس على الأريكـةِ ، ملامحٌ جَميـلة هاجمها الحُزنُ والشُحـوبُ ، وجَسدٌ مُنهـَك ، رفعتْ سَاقيهـا واستلـقتْ علىٰ الأريكةِ وأغمضتْ عَينيهـا ببطء مُحاولة إسكات ما يعـصف بداخلها من ذكريـات.

غريبـةٌ هـي الحياة كيـف تُحوّلنـا بضرباتهـا المُتتاليـة ، تسلبنـا الكثيـر ولا تُعطينـا أبدًا !
ولربمـا هي تُعطينا ولكن الحُزن يجعلنـا نغفـل عن تلك العطايـا.

ــــ ٢٩ ديسمبـر ، مطار هيثرو ، لندن ــــ

"شُكرًا لإنتظاري ، هاري" تحدثتْ بهـدوء بعدما فصلت عناقهـا اللطيف معه ثُم أمسكت حقيبتهـا الصغيرة نِسبيًا مجددًا لتجرّهـا خلفهـا إتجاه سيارة هـاري
" على الرُحب ! " قال بنبرته المرحة التي لطالما إعتادتها چوزيفين مِنـه ، سار الإثنين لفترةٍ ليست بطويلة حتىٰ وصلا لسيـارة  زرقاء مميـزة لتبتـسم چوزيفيـن

" أنت لم تتغير أبدًا هاري " همهمـت مُبتسمة بفتور بينما يُساعدهـا الآخر بحقيبتهـا ، و دقائق وكانت تجلس بجوار هاري الذي شغّل المُحرك بالفعـل و إنطلق بالسيارة

" ستُحـبين ما طرأ علـى الحي ، فقد أصبح بِـه العديد مِن المتاجـر الصغيرة ، هُـناك متجر حلـوى مميز ، صاحبهُ شـابٌ لطيف عليكِ حقًا مُقابلته ، چو ، إنه يصنـع أفضل كعك في لندن." تحدث هاري بحماس وهو يُحرك يده كعادتـه القديمة في الحديث

"أنا إشتقتُ لـلندن كثيرًا في الواقع" تحدثت چوزيفين اخيرًا بعد وهلة صمت.

مرّ الوقت في السيـارة بين حديث هاري وردود چوزيفـين الفاترةِ الخَاليةِ من البهـجةِ ، حتىٰ وَصلا اخيرًا لِوِجَهـتمهـا المَنشُودة ، كانَ حيًّا سكنيًا لطيفًا في 'لنـدن' ، لـم يكُن بعيدًا للـغاية عَن وَسط الـمَدينـة ، المنازل كانت علـىٰ جانبي الشارع تتغلغلها عِدة متاجر ذكر هاري معظهمهـا أثناء حديثهم في السيارة، والحدائق المُصاحبـة لكل منزل سواء كانت خلفـية أو أمامـية أضفـت إِحسـاس مِن الرَاحـةِ.

Joe | چو | Z.MWhere stories live. Discover now