اليوم الثاني: "خواطر"

179 23 16
                                    

[يبدأ الفصل بوجهة نظر فارس]

اليوم عطلة نهاية الأسبوع. ظللت مستلقيًا على فراشي طوال الليلة السابقة، ليست رغبة مني بذلك ولكن تلك الأفكار البائسة أصبحت تهاجمني بشراسة... أصبحت أفكر كثيرًا في حياتي البائسة، لماذا أنا هكذا؟ بل لماذا الجميع هكذا؟ يحبون التنمر علي بكل مدرسة جديدة ألتحق بها؟ بل حتى أنني لم أسلم من استهزاء الفتيات اللواتي ظللن يسخرن من قصر قامتي ونظارتي الكبيرة بعض الشيء.

أنا لا أخبركم بهذا طلبًا للشفقة ولكنني فقط لا أعرف كيف أخرج من هذه القوقعة التي لا يعلم عنها والداي، فكلما يسئلونني أقول: بخير وبأفصل حال.

هم لا يهمونني أصلًا، فهم السبب بكل هذا... أعني، ألا تتفقون معي على أن الإنسان نتاج تربية والديه؟ منذ صغري وهما يسجانني بالمنزل بحجة الخوف علي من "أصدقاء السوء" و"تأثيرات المجتمع السلبية" هنا في المجتمع الغربي (أميركا) بعد أن هاجرنا من العراق قبل عشر سنوات.

ولكن أنظروا، ها هما يلحّان علي للتفاعل مع الناس ويشجعانني على تكوين الصداقات.. تبًا لهما! كيف أفعل هذا؟! كيف وأنا أخاف من كل هؤلاء الملاعين! نعم أقولها بصراحة، أنا خائف من كل شيء، من الفتيات، من القطط والكلاب، ومن الظلام.

أضحكوا علي كما تشاؤون يا قساة القلوب فلن تفهموا خلجات ضعفاء النفوس ما لم تجربوها بأنفسكم.

***

أغلق فارس مذكراته بعد أن خطّ عليها ما يشغله، ليضع بعد ذلك سماعات على أذنيه ويشغل مقطوعة بيانو هادئة للفنان "ييروما" علّها تسكنه.

إنها الثالثة ظهرًا، وكان قد أغلق الباب على نفسه من مجيئه من المدرسة البارحة.. لا يستجيب لنداءات أمه القلقة على حاله وإتصالات والده المتكررة من أرض الوطن. لقد أتخذ بكل غباء قرار مخاصمة الجميع وعدم الحديث لأحد.

"هارولد الغبي، لماذا لا تموت وتختفي من حياتي؟" تمنّى فارس أمنية عمره على السرير بينما يقرر إراحة جفنيه المتعبين ببعض النوم.

***

رأيكم؟ أنا تأثرت

إذا أعجبكم الفصل أرجوا منكم الدعم يا أصدقاء بالتصويت ⭐ والتعليق ✒

رواية قصيرة: البائس سيء الحظ✔Where stories live. Discover now