الفصل الرابع

36.9K 760 111
                                    

الفصل الرابع

جثم الليل على الأرض، وندى مازالت حبيسة تلك الحجرة..
جالسة على الفراش مشخصة أبصارها لسقف الغرفة، كانت عيناها تفيضان دمعاً؛ دمع الخذلان والحزن والخوف في آن واحد...

رمشت بعينها و رفعت يداها  قائلة بتضرع :
_يارب انجدني، يارب ماليش غيرك ياكريم..

وأنغمست في بكاء مرير أستمر لمدة من الزمن.. واستقامت واقفة تنظر إلى الغرفة علها تجد سبيل للخروج... ولكن كيف والحجرة فارغة من كل شيء فكانت ذات مساحة صغيرة، فراش يتوسطها، وطاولة منزوية بأحدى أطرافها، وخزانة ملابس صغيرة مكونة من ضلفتين.. تنهدت بقلة حيلة وجلست على الفراش مرة أخرى ، تشعر وكأن تلك الجدران ستطبق عليها حتى  تزهق روحها..

ولا تعلم كم مر من الوقت هنا، ولكنها علمت أنها ظلت حبيسة لساعات طويلة..

رأت الباب وكأن أحد يحاول فتحه، فاستعدت واقفة للمواجهة  ليدفع الباب وتدلف منه إمرأة ببطن منتفخ دليل على حملها بطفل، وبيدها صنية صغيرة  يتوسطها طبقان بهم طعام تقدمت منها المرأة ووضعت الطعام بمنتصف الفراش قائلة:
_جبتلك الوكل ياندى اجعدي كلي لجمة قبل ما تنامي.

ردت ندى بنبرة تجلى بها الحزن قائلة:
_وكيف أنام و عينيا  جفت النوم يا مرات خالي..
زفرت زوجة خالها بعمق قائلة:
_مفيش بأيدي حاچة اعملها يا ندى أرضي بالمكتوب..
قاطعتها ندى بعجل :
_لا في ايدك يامرات خالي..
وجذبت كف يدها وهي تحاول تقبيلها واستطردت..
_احب على يدك ابعتي خبر لـ أيوب باللي هيحصل..
شهقت المرأة قائلة بذعر وهي تبعد يدها قائلة:
_مجدرش اعمل كِدة خالك يطلقني ويرميني أنا وولادي برة البيت، ترضيلي خراب البيوت يا ندى.

قالت ندى بغصة باكية:
_لا يامرات خالي بس أنتي لو مكاني هتعملي إيه، مش هجولك أعملي غير اللي يراضي ضميرك وبس.

قالت زوجة خالها بجمود:
_الأكل عندك كلي و ابجي اركني الطباق على جنب..
قالت جملتها تلك وولت تغادر الغرفة، مغلقة الباب خلفها.
بينما تنهدت ندى بقلة حيلة،وجلست على فراشها.

                            ••••••••••

انقضى الليل وانفلق الصباح
وكالعادة اجتمع الجميع أولاً على مائدة الطعام ومن ثم غادر كلاً منهم لعمله.
جالسة بخيتة وإسعاف واعتماد وسهر  على حدا.. لتهتف اعتماد وهي تقطم من ثمرة التفاح التي بيدها:
_اتجدملك عريس ياسهر.

سلط الجميع انظارهم عليها باهتمام..

فقالت سهر:
_لا يما أنا مش عاوزة اتجوز دلوج.

هتفت بخيتة بخبث:
_ليه يابت اعتماد اللي جدك معاهم عيل واتنين ولا تكونيش مستنية تحضري الماجستير..
وارتفع أصوات ضحكتها الساخرة هي وإسعاف عالياً.

نيران_ العشق _والهوىNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ