المقدمه

68.2K 1.7K 294
                                    

إهداء/ لكل هارب من الواقع آتيًا لسماع قصتي والتي هي خيال من نسج أفكاري ، وعقلي المريض !

___________💚

هبط من سيارته اللامعة كلمعة النجوم في سمائها هابطاً معه ابتسامته المشرقة والمعتاده استعداداً ليوم جديد بعدما التقط المعطف الطبي ووضعه فوق جسده
دخل المشفي بحماسة لم تدم لثواني عندما سمع صوت صراخ عنيف ، إنه من المعتاد في مشفي كالأمراض العقلية ولكن لم تكن صرخة معتاده في عنفها ورجائها ، صرخة استنجاد يائسه ، صرخة فتاة محطمة ، يجرونها في الممر بطريقه أثارت امتعاضه وعدم تقبله لقسوتها وكونها في مشفي ،
إقترب بغضب من إحدى الممرضات وسألها بجمود
=مين دي....و أيه اللي بيحصل هنا.

نظرت له بعدم تصديق لسؤاله وهتفت بتهكم ونبره مليئه بالشفقة والتي صاعدت بركان غضبه
=هو في حد يا دكتور ميعرفش مين دي ... دا اللي بره المستشفي عارف.

تعجبت نظراته ورفع حاجبه بعدم فهم وإستيعاب لحديثها فأكملت بحنق
=دي حاله حاله بقالها اكتر من خمس سنين مبتنطقش غير كلمتين يا حبة عيني ، هو السبب أنا مش مجنونه زي ما حضرتك شايف كدا .

كانت على حق فقد سمعها وهي تصرخ وتهذى بتلك الكلمات فخلع معطفه سريعًا عندما رأي تملصها من الممرضات وهي تمسك ب " أنبوبة الحرائق " مهدده لهم بالابتعاد وإلا تؤذي نفسها وتؤذيهم
إقترب منها بحذر وهتف للمرضات بلهجة آمره حين رأها تصوب بؤبؤ عينيها ناحيتهم بخوف
=كله يشوف شغله ابعدوا عنها خالص.

فرغت الممرضة فمها من الصدمة ثم صاحت بإنفعال وعدم رضا
=إزاي يا دكتور في جلسه للمرضى دلوقتي دي صدما..

قاطعها بغضب ونظراته الحارقة تكاد تلتهمها وهو يلعن في سره غبائها
=أنا اللي أقوله يتنفذ...امشوا من قدامي يلا...

ثم صرخ في باقي العمال حين رأي نظرات الجميع نحوها والفضول يتآكلهم لمعرفة ما سيحدث
=كلوا يشوف شغله واقفين ليه

اعاد بصره ناحيتها بعدما اختفى مَنْ حولهم وقال وهو يبعث من مقلتيه شعاع الطمأنينة ، هتف بنبرة حنونه
=سيبي اللي فأيدك خلاص محدش هيجي جمبك.

رأي انهيارها وهي تتحدث بصوت متقطع مبحوح أثر البكاء
=كدابين..كلكوا كدابين.. أنا ...انا مش مجنونه. ..هما السبب ..هو السبب.

أستغل حديثها فإقترب منها بهدوء وبادلها حديثها بصدق
=اهدي انا مصدقك...سيبي بس اللي فأيدك

وأشار ناحية الممر وأكمل بمهاوده
=سبيها وتعالي نقعد فالجنينة نتكلم.

إلتمست الصدق في حديثه ولكن لحظات حتى تراجع للخلف وهي تراه يتقدم منها وقالت برعشة وتحذير
=إبعد عني... كداب..زيهم كداب ، هتاخدهم وتسلمني ليهم

رق قلبه لانهيارها فأكملت بعد أن اُجهشت في البكاء بمرارة وعنف أثار صدى في ضربات قلبه
=الصدمات وحشه..كهرباء وحشه .. أنا.. أنت ازاي بنهون عليكوا..تعملوا..تعملوا كدا فينا.

أحببت مريضتي العقليه (مكتملة)Where stories live. Discover now