الرغيف والعقاب

109 6 0
                                    

( فتى الخدمة /بارت ٦ )

" اعلم انه طعام او بالاحرى رغيف خبز لكن اترميه على الارض هكذا وتطلب مني تناوله ؟

" اجل او لست جائع جدا ؟"

"بالتاكيد انت كذلك لكن "

" ليس هناك لكن الجائع جدا لايفكر اين
وضع الرغيف بل سيتناوله فقط ليسد جوعه "

لحظات من صمته حتى رمى غرين القفازين ثم توجه خطوتين للامام وانحنى ملتقطا الرغيف ..

نظر اليه زافير ليتفاجئ بفعلة غرين اذ انه وبعد ان التقط الرغيف عن الارض توجه نحو زافير

خطى اولى خطواته الى الخشبة ذات العلو التي
عليها طاولة وكرسي زافير الجالس بارتياح ..
نظر لمائدة الطعام الممتلئة وضع الرغيف عليها ..

وغادر لعمله !!

نهض زافير غاضبا :ماذا تضن نفسك فاعلا توقف مكانك ..

توقف غرين واستدار ناظرا اليه :لست جائعا للحد الذي يجعلني اتناول ما تلقيه ارضا .

ابتسم غرين ثم تلاشت ابتسامته وحدق بمكان زافير ومائدته ومكانه ونظر للسماء بنظرة حزينه ثم اعاد نظره الى زافير :أتعلم كيف يبدو الجائعين ؟

بتسم زافير بغرور :اجل

هز غرين راسه :هل جعت من قبل وكنت تتناول
طعامك الملقى على الارض ؟

" اتهزء بي !!"

قالها وقد اشتعل غضبا وتوجه نحو غرين
مسرعا وجه اليه لكمه غضبه ليسقط ارضا !!

امتلئ وجه غرين بالغبار اسند يديه للارض ونهض ثم استدار ناحية زافير :لن تعلم كيف يشعر الجائع حتى تجوع ، اما وانت قمت بالقاء الرغيف ارضا فانت حتما لاتعلم معاناة الجائعين في هذا العالم كم يعانون ..

انهى حديثه وتوجه لعمله دون ان يضيف شيئا آخر

عم صمت في المكان ، فقط صمت غريب ..

اما زافير عاد جالسا بينما هو يرفع كتابه متخذا
اياه وسيلة ليخفي معالم وجهه المتسائل ..

والمندهش والمضطرب نوعا ما فقد أحس زافير
بعمق كلمات غرين لم يبدو في تلك اللحظة كخادم كما بدى رجلا نبيلا اي قلب يحمله رجل يفكر الى جانب كبريائه بكبرياء اخرين !!

وضع كتابه على المنضدة وظل يتأمل غرين كان متعبا مجتهدا ..وقد حل الليل ..ولم يتناول اي طعام بعد ..

نهض من مكانه وقبل ان يغادر تماما قال دون ان يستدير لينظر الى غرين :يمكنك الانصراف ...

قالها وغادر متوجها للداخل ما ان وصل للسلم وقبل ان يتجه للاعلى اغمض عينيه وشعر بالاستياء فقد نسي كتابه ..عاد الى الخارج متجها الى الحديقة الخلفية اقترب من المنضدة ليأخذ كتابه فوقع نظره
الى طعامه !!!

سلسلة قصص مكتمله  Où les histoires vivent. Découvrez maintenant