حكاية ذئب.

22 3 2
                                    

لقد حصلت على وظيفة في مكان ما ...
وقد كنت سعيدة جداً بهذه الوظيفه ، حتى انني صرفت اول راتب حصلت عليه بالكاامل لأني احببت احساس السيولة الماليه وان بإمكاني الدفع بسهوله من أجل اي شيء اريده ...
لقد كان يعمل معي في نفس المكان الكثير من الأشخاص ولكن الاحتكاك بهم نادر إذ أن كل شخص يعمل في جزء معين لا يختلط معه أحد فيه عادةً .
ولكن لقد كان هناك شخص واحد بالذات يلفت نظري طوال الوقت
شخص حوله هاله من الغموض ..
وله اسم غريب وقد يكون الإسم يعبر عن شخصيته حقاً ...
ويال الغرابة لقد كنت اشعربأن هذا الاسم يجذبني جداً ... عندما سمعت اسمه أول مرة كنت مثل : ماذا!؟ هل تمزح ؟! هل هذا اسمه حقاً ؟! كنت اعتقد انك تمازحه أو أن هذا لقب ما !...
اسمه هو ....( ذيب) ...
وهو بالضبط ذئب أي ما يعني الذئب
انه من الغرابة ان يمتلك انسان هذا الاسم ولكن شعرت بأنه اسم جميل جداً .... ويشبهه في شخصيته الغامضه .. حتى ذلك الوقت كان هذا كل ما اعرفه عن ( ذيب) الذي يعمل بالقسم الخارجي ..
وانا كنت اعمل بالداخلي
أي أنني كنت اراه فقط عندما ادخل او عندما اخرج، ولست متأكدة من كونه يراني ..
على أية حال لأول مرة أختبر أن يكون هناك هالة جاذبة بالنسبة لي حول شخص ما .. كان احساساً غريباً كمثل انجذاب الفراشات للضوء ....
ولكنني قاومت هذا الإنجذاب بشده ،
وتجاهلته بكل قوتي ولم اتحدث مع ذئب هذا أبداً ولم أقترب من مكان عمله ...وكأنني خائفة من أن أقع في فخٍ ما (أبتسم وأمسح دموع حزني في نفس الوقت ) ...
مرت أيام عملي مُتعبة ورتيبه حتى أتت عاملة جديده ولها هواية فريده !
لقد أتت فتاة جديدة للعمل معنا وفي الحقيقة للعمل معي في قسمي خاصة وكانت هوايتها هي التحدث ونقل الكلام !
لقد تحدثت وتعرفت على الجميع
أشخاص لم اتكلم معهم أبداً رغم اني بدأت بالعمل قبلها إلا أنها تعرفت عليهم قبلي ،، هذا يظهر مدى كون شخصيتي إنطوائية ...
حسناً لم أكن أهتم بثرثتها معظم الوقت ، لقد كانت تأتي إلي عندما نبدأ العمل وتبدأ بالثرثرة حول جميع من يعمل في المصنع ماقالو ومافعلو وكيف كانت حياتهم ،كنت أتجاهل كلامها لكونه لا يهمني في شيء ومعظم قصص من يعمل معنا حزينة تؤلم القلب وأنا لاحاجة لي بهذا الحزن الزائد فقلبي لا يحتمل ...
حتى جاء ذلك اليوم عندما قالت فجأةً في الصباح
: " هل تعلمين ؟ ذئب رجل ذو ماضٍ مؤلم ٍجداً ... لقد تحدثت معه بالأمس وقد اكتشفت أنه صاحب القصة الأكثر إحزاناً هنا .. طبعاً لم يبقى إلا أنتي ومازلتي ترفضين إخباري شيئاً عنكِ وثرثرة ثرثرة ثرثرة ... " لم اسمع بقية كلامها كل ماسمعته هو الجزء الخاص بذئب .. لم أعرف هل أفرح لأنني أخيراً سأعرف شيئاً عنه أم أحزن لأنها تحدثت معه قبل أن استطيع أنا ذلك ! - رغم أني لم أكن لأتحدث معه حتى و إن جائتني الفرصة - إنها تتحدث مع الجميع على أية حال ..ليس عليّ أن أحزن ..
"حسناً وماقصة ذئب " رددت عليها لأول مرة منذ أن بدأت بثرثرتها منذ بداية توظيفها معي ...
قالت :" ماذا؟ نعم قصة ذئب لقد كنت على وشك أن أُخبركي بها .. ولكن لمَ أنتي مهتمه بقصته بالذات هاه؟ "
أدرت رأسي للجهة الأخرى حتى لا أنظر إليها وأنا أقول "لست مهتمه " ورفعت كتفي بلا مبالاة .. أدرت وجهي لأني لم أرد منها أن ترى الإهتمام في عيني ...
قالت وكلي آذان صاغية لها :" إن ذئب شاب صغير في السن عكس مايظهر عليه إلا أنه يتحمل المسؤولية وتخيلي رغم أنه يبدو بصحة جيده إلا أنه قد أُصيب في الحرب بقنبلة كادت تقتله لقد رأى الموت بعينيه وقد نجى بأُعجوبة ولكن بجروح وكسور تملأُ جسده وقد أخبره الأطباء بأنه لن يمشي لبقية حياته .. عندها أخذه أحد المحسنين وعالجه في ألمانيا وعاد صحيحاً معافى وقد تعجب الأطباء من قوة عزيمته وإصراره حتى أنه شُفي بشكل كامل بقدرة الله ثم عاد إلى هنا وهو يعمل بجد لكي يسدد دين هذا المُحسن فهو يرفض أن يعيش تحت إحسان أحد غير الله .."

يوميات سلام في دنيا العجاﺉب Where stories live. Discover now