الفصل الأول

5 1 0
                                    


بعد الركض لعدة ساعات في هاته الأدغال الموحشة و المليئة بشتى أنواع النباتات و الأشجار المختلفة و الكثيفة التي تجعل حتى من التحرك داخلها أمرا في غاية الصعوبة، مجموعة من الأشخاص تتكون من خمسة أفراد ثلاث أولاد و بنتين قد نال منهم التعب و الإرهاق بادية على وجوههم علامات الخوف و الفزع تملأ أجسادهم الكثير من الجراح المختلفة هنا و هناك، يتنفسون بصعوبة كبيرة جراء الجري لعدة ساعات، أجسادهم ترتجف ، يحاولون بكل ما لديهم من عزيمة أن يستجمعوا قواهم و يستمروا في الركض للنجاة بحياتهم من عدوهم. هذا العدو الذي حاولوا بكل قوتهم القضاء علية لكن باءت جميعها بالفشل، في النهاية لم يكن لديهم أي خيار سوى الهرب بحياتهم من هذا العدو لكن حتى بعد كل هاته المدة و في كل مرة يعتقدون أنهم تخلصوا من مطاردته يظهر لهم من جديد بنفس العيون الغاضبة و النظرات الحاقدة كلما رأوها زادت من شعورهم باليأس فهذا الوحش لا يوجد لديه أي نية في تركهم أحياء بعد كل ما حدث.

فجأة ظهرت منطقة خالية من الأشجار و النباتات كأنها جنة في صحراء، في هذا المكان توقف الجميع عن الركض بالرغم من عدم تحدث أي أحد منهم لكن كما لو أنهم إتفقوا ضمنيا أو ربما فقط من شدة التعب سمحوا لأنفسهم بالوقوف و إسترجاع أنفاسهم المتقطعة حتى لو كانت لمجرد دقائق معدودة.

الجميع خيم عليه الصمت و لم ينبس منهم أحد بأي كلمة فهم لا يجدون أي كلمات تخفف عنهم أو تساعدهم على تجاوز محنتهم التي هم فيها في هاته اللحظة.

****هافف هافف هافف هافف (صوت لهاث بصعوبة)

" هل تعتقدون أننا أضعناه أخيرا، هافف... أظن أننا إبتعدنا كثيرا عنه، هافف... " تحدث أحد الفتيان من ملامحه يظهر في الرابع عشر أو الخامس عشر من عمره و كان في يده سيف حديدي طويل، بعد قوله هذا أخذ نفسا عميقا ثم نفثه. لم يكن هناك أي علامة من الفرح أو السرور على وجهه كأنه يعلم أن ذلك مجرد وهم لا أكثر.

أكبرهم سنا في المجموعة و الذي يبدوا من مظهره انه في حوالي السادسة أو السابعة عشرة، كما أنه كان يرتدي زيا مختلف اللون عن البقية بالرغم من كونها متشابهة و هذا لأنهم ينتمون لنفس الأكاديمية، حاول الوقوف بصعوبة و هو مستندا على كتف الفتى الآخر، إلتفت إلى الخلف و تحدث ببطء " لا أعتقد أننا أضعناه، لقد حدث نفس الأمر عدة مرات بالفعل، في كل مرة نعتقد أننا نجونا منه يعاود الظهور مجددا، لذلك حاولوا إستغلال هاته اللحظات لإسترداد طاقتكم قليلا".

" لكن داميان-سيمباي أليس في العادة وحوش الثور وحيد القرن غير عدائية جدا حتى لو هاجمتها عدة مرات فهي تكتفي بالهروب فقط ضف إلى ذلك أنها من النوع العشبي، لكن هذا الثور سلوكه مختلف جدا، بالرغم من مرور وقت طويل و الجري لمسافات كبيرة لكنه مستمر في مطاردتنا و مهاجمتنا في كل لحظة لو كان هذا من نوع الوحوش المفترسة لتفهمت الأمر لكن هذا......" توقفت الفتاة دون أن تنهي كلامها و علامات الحيرة بادية عليها لا تجد ما تصف به كل هذه الأحداث الأخيرة. فما تعلمته في الأكاديمية من أمور عن الوحوش المختلفة لا يبدوا أنه ينطبق على هذا الوحش.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Nov 13, 2019 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

كوينكيWhere stories live. Discover now