|1|

11K 272 188
                                    

"يُستحسنُ لكِ ان تهرُبي مني قبل أن اسلُب روحكِ"
قالها ذاك الشاب ذو الملابِس السوداء تمامًا والملامِح غير الواضحة،ولكنني لم اسمعه جيدًا ولا أظنُ انه يحادثني انا.
"تحدِثني؟"
"أيوجد احدًا غيرك؟"
"اوه، اعتذر لم اسمعُك.ماذا كنت تقول؟"ماهذا؟
هذا ليسَ صوتي، بحق الله!

لم يتكلم مره أُخرى بل تقدم لضوء القمر والذي كان مصدرِ الضوءِ الوحيد في تلك المنطقه التي مثل ذلك الشخص، مشوهةً، ولكني اعتقدُ انها غابةٌ

لم أرى منه إلا عينهِ العسلية،غريبةٌ لكنها كانت واضحه كالقمر فوقِه،كانت كالقطعةُ المفقودة في إحدى أشهر لوحات ڨان جوغ.

فنٌ. هذا أقلُ ما توصف به عيناه.

اخذَ يقترِبُ مني،اكثر فأكثر
لكنّ الغريب أنني لم اتحركُ، والأغربُ هي تلك الموسيقى المألوفه التي ظهرت من العدمِ

لم توضح معالم وجه هذا الرجُل ولكنني متأكده انه جميلًا كعينِه.

تزامنًا مع علو صوت الموسيقى الصاخبه، فتح ذو الملامح المشوهة فاه وبرزت انيابه الحاده
وهنا هلعتُ
أسأموت هكذا؟
_________________

شهقت بينما ارفع رأسي بسرعةُ من وسادتي

اتخذت خمسُ ثوانٍ حتى أُدركَ أنني في منزلي وليس في غابةٍ مرعبة، ولا يوجد ذاك الشخصُ الغامضُ ذو الأنياب، وأن تلك الموسيقى ما هي إلا موسيقى رنين هاتفي.
انا في آمانٍ.

تنهدت براحةً بعدما تأكدتُ ان ذلك مجرد كابوس كالآخرين مثله، اصبحوا يُراَدوني بِكَثرةٍ تلك الأيام.

نقرتُ على شاشةُ هاتفي بالإيجاب
"نعم" قلتُ بوقاحةٍ وانا حقًا لا أعلم إلى من اتحدثُ
لا أحد يوقظني من نومي لأيُّ سبب، أُكرر لا أحد.

"بيتزااا" أتاني صوتِه من الجهة الأُخري
"لا تلقبني بهذا الاسمِ؛ حتى لا اقومُ بفصلِ رأسك عن جسدك، وانا جادة ولن أندم على ذلك"
"ايقظتُكِ، صحيح؟"
"ظننتك وقحٌ كفاية حتى لا تلاحظ"
"صدقًا انا لم أكن لأُلاحظ ولكن صوتكِ بشع ومتحشرج..."لم أدعه يُكمل وأغلقتُ الهاتفِ في وجهه

ظلّ يهاتفُني اكثرُ من خمس مراتٍ، اكرهه
حسنًا انا لا اكرهه ولكن اكره عندما يكون هكذا!
"اللعنة ليام ماذا تُريد" صِحتُ
"لقد انفصلتُ عن ماري، ياايي"
" تمزح" قلتُ بعدمِ تصديقٍ وأشعر ان رغبتي في النومِ قد اختفت
"جنون؟ اجل اعرف، لكنني حقًا مللتُ منها ومن تصرُفاتها معي"
"اعلمُ، كانت كالألم في المؤخرة"
ضَحِك وأخبرني انه أخذها في موعدٍ ثم أخبرها بالأمر.
و.. اعترفُ، قد تعاطفت معها قليلا
ثم أخبرني ان اقابله في مقى المركزُ التجاري ظهرًا قائلًا انه أمرا مهم.

نهضتُ من السرير وانا اتذكرّ أحداث ذلك الحُلم او الكابوس، لا أعلم

اليوم هو عُطلة من العمل بسبب العاصفةِ الثلجية،لذا انا حرة.

CURIOUS||فضُوليَّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن