ما لا يمكن للبشر الاستغناء عنه

7 0 0
                                    

أنا لدي قناعة أن هناك مكانه لا يمكن لغير البشر أن يحتلها حتى لو أمتلكت كل الماديات الموجودة في هذا العالم ، لا يمكن للإنسان العيش ولا الإستمرار في حالة من السلام النفسي والمعنوي إلا بوجود إنسان يشاطره هذه الحياة التعيسة المملوءة بالمصاعب والتحديات.‬
‫هناك مرحلة في هذه الحياة لا يمكن تجاوزها إلا بذلك ، ليست درجة وظيفية ولا شهادة أكاديمية أو مكانه إجتماعية مرموقه ولا غير ذلك من الامتيازات المادية الحياتية ، هناك أمتياز معنوي يصنع لك من الأرض الجرداء جنة من جنان الأرض ، ومن الصحراء القاحلة غابات وأنهار ليس لها حد .‬
‫هذا الامتياز هو وقاية معنوية ضد أمراض لا تستطيع الماديات الكشف عنها ، ويمثل لك قوة دافعة لا يمكنك الحصول عليها بغير ذلك ، تدفعك للتقدم وعدم اليأس ، هذه القوه يحتاجها كل إنسان على هذه المعمورة للأستمرار ، قوة تقهر كل الماديات ولا يمكن للمادة أستيعابها أو تصورها وقياسها .‬
‫قد تصنع من الجسد الهزيل الضعيف جبلاً أشم لا يهتز أو ينكسر ، هذه الامتيازات محصورة بين البشر ولا يحصل عليها غيرهم ولا يصلون إليها إلا بمساعدة بعضهم البعض ، لا يمكن أستبدال البشر بالآلات المادية ، قد تحصل عليها بسبب فرد واحد يبعث فيك الحياة بعد الممات .‬
‫واليقضة بعد السكون ، والشعلة بعد الأنطفاءه ، إنسان واحد ترتبط به يغنيك عن الدنيا ومافيها قد يكون فرد واحد من وجهة نظر مادية حسية ولكنه معنوياً يمثل لك الجماعة أو حتى العالم أجمع ، هو فرد يغنيك عن كل الماديات الحسية وكل الماديات الحسية لا تغنيك عن هذا الفرد .‬
‫به يتم الأرتباط المعنوي الأهم والأوثق ، وبدونه ينفك كل إرتباط واهي وضعيف ، وتستغني به عن كل إرتباط ، إرتباط وثيق لا يتزحزح أو يتبدل ولا تستقيم لك الحياة إلا به ولو قدمت لك الماديات روابط هشه ضعيفه قائمة على الشهوة المادية والرغبة الجسدية لتستغني عنه لا تغنيك أبداً . ‬
‫لن تستطيع العيش بدونه وستستمر طيلة حياتك تشعر بالنقص والعجز عن التقدم وكأنك بلا عتاد أو أسلحة كمن يدخل لمعركة الحياة بجسد هزيل تملاءه الجِراح والكسور غير مستعد لها ولا جاهز .‬
هذه المكانه وهذا الارتباط قد يشغله جزئياً غريب عابر أو صديق قديم أو جماعة تنتسب إليها أو مدينة تولد بها.
‫هذا الارتباط يمثل لك المأوى والملجأ والمسكن والمأمن من الضياع والتشرد .‬
خلاصة القول هذا الأرتباط معنوي ليس للإنسان غناء عنه ولن يجد له بديل إلا بإنسان آخر يقيم له هذا الارتباط على الوجه الأكمل والأمثل .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 23, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ما لا يمكن للبشر الاستغناء عنهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن