خَـطِـئَـتِـيٓ الـطَّـآهِـرَةٰ

117 5 0
                                    

لَم أَتوَقَّعْ مُطلَقاً أَن أَقَعَ بِحبِّ شَخصٍ يَصغَرُنِي بِعِدَّةِ سِنينٍ أَو حَتَّى بَعضَ الشُّهورِ، لَكِنَّكِ يَا عَزيزَتِي لَم تَقومِي بِضحدِ تَوقُّعاتِي فَحسبٍ، بَل قُمتِي أيضَاً بِإلغاءِ أَيِّ تَوَقُّعٍ عَن مَاهِيَّةِ الحُبِّ فِي مُخَيِّلَتِي.

ضِحكَتُكِ العَذبَاء، حُجرَتَا خَدَّيكِ اللتانِ كَانَا سَببَ مَماتِي و عَودَتِي لِلحَياةِ مُجَدَّدَاً فِي غُضونِ ثَوانٍ أَتَأمَّلُهَمَا بِها، عَينَاكِ الواسِعَتانِ العَنبَرِيَّتانِ، بَشَرتُكِ الصَّافِيةُ كَصفَاءِ مِياهِ المَطَرِ بَل أَصفَى، وَردِيَّتاكِ اللتانِ أُقسِمُ أَنَّهما أَنعَمُ مِن الحَريرِ.

غَزَلِي النَّمطِيُّ لَيسَ بِدافِعِ الشَّهوَةِ أَو لِسبَبٍ قَذرٍ، لَكِنَّنِي مُستَعِدَّةٌ لِأَن أَكتُبَ أَقذَرَ غَزَلٍ لَو كَانَ هَذا السَّبِيلُ الوَحيدُ لِوصالِكِ.

أَنَا مُستَعِدَّةٌ كَامِلَ الإِستِعدَادِ لِأَن أَرمِيَ كَامِلَ الحَواجِزِ بَينَنا مِن مُجتَمَعٍ إِلَى عَقائِدَ و مُعتَقدَاتٍ فَقَط لِأَجلِكِ... هَل سَتَستَطِيعيِنَ القِيامَ بِهَذَا مِن أَجلِيَ أَيضَاً؟ أَم أَنَّ تُرَابَ قَبرِكِ يَمنَعُكِ؟

هَل سَتَدعِينَ الحَاجِزَ الوَحِيدَ بَينَنا أَن يَأخُذَكِ بَعيدَاً عَنِّي؟
هَل سَتَدعِينَ الحَياةَ غَيرُ العَادِلَةِ أَن تُفرِّقَ بَينَنا؟

كَيفَ تَجرُأينَ عَلَى مَنعِي مِن القِيامِ بِما فَعلتِيهِ أَنتِ مُسبَقَاً؟
بَأَيِّ حَقٍّ تَقُومِنَ بِإِجبَاريَ عَلى المُضِيِّ قُدَماً و أنتِ لَستِ بِجانِبي؟
هَل تَعلَمِينَ كَمَّ الدُّموعٍ الَّتِي قَدَّمتُهَا كَقُربَانٍ لِإعادَتِكِ لِأَحضَانِي؟

بِتُّ أَشُكُّ بِوجوُدِ هَذا الإِلهِ العَادِلِ الَّذِي يَتكَلَّمُ عَنهُ النَّاسُ، أَتَعلَمِينَ لِمَ؟ لِأَنَّ بِذاكَ اليَومِ كَانَ مِنَ المُفتَرَضِ أَن أَذبَحَ مِعصَمِيَ أَنا، و لَيسَ أَنتِ.
أَنتِ تَستَحِقِّينَ الأَفضَلَ و أَنَا إَستَحِقُّ المَوتَ، لا العَكس.

أَستَحِقُّ المَوتَ حَرقَاً عَلى مَا اقتَرَفتُهُ مِن ذُنوبٍ، لَكِن إِن عَادَ بِي الزَّمنُ لَن أُصْلِحَ أَيَّا مِنهَا، بَل سَأَقتَرِفُ ذَنبَاً آخَر.

أَنتِ أَجمَلُ خَطيئَةٍ لَم أَقُم بِهَا، لَكِنَّني لَن أَترَدَّد بِمُمارَستِها مَعَكِ إِن عَادَ بِي الزَّمَن.

أَحِبُّكِ يَا خَطِيئَتِي الطَّاهِرة~♡

RandomWhere stories live. Discover now