كيف استعيد ثقتي بك؟!

50 3 0
                                    

"أتعلم يا أنس؟...عندما اخبرتني اول مرة أنك تحبني شعرت بوخز في قلبي كان شعورا غريبا...ربما كان احساسا بالخوف... الخوف من الخذلان...الرحيل...خوفا من أن ينتهي هذا الحب سريعا...لا أعرف حقا...فقط كنت خائفة...كانت روحي ترتعش حينها...
لكن بعدما أخبرتني انك ستكون الى جانبي وانك ستحبني بكل احوالي وبكل مزاجاتي...حينها شعرت بالأمان...كانت دقات قلبي هادئة كليلة مكتملة البدر...كل شيء حولي كان هادئا ..حتى أفكاري لم تقتحم سكوني وقتها...عقلي لم يصدر ضجيجا...على غير العادة بات كل شيء ساكنا...في تلك اللحظة فقط تمكنت من فهم المعنى الحقيقي للأمان...
في الليلة التي سبقت رحيلك...أمضيت الليل أفكر في مخرج من وحل مشاعري المختلطة...أردت أن أنهي تلك المهزلة...مذ أن قلبي يهواك حينا ويخشاك أحيانا...كنت أرغب في فهم نفسي لأقدم لك شرحا وافيا بعدها... قررت في النهاية أن أسلمك فؤادي على طبق من اطمئنان...بما أن ثقتي بك قد زادت عن حدها بعد اعترافاتك المتوالية... إضافة إلى حضورك الدائم في عالمي...كنت مقدمة على رمي نفسي في شباكك مغمضة العينين والقلب... لكنك اختفيت...فجأة زالت هالة حضورك من حولي...تلاشى ظلك...حتى انني سمعت وقع خطواتك يتخافت مبتعدا عني... لن أكذبك القول يا أنس...كنتَ أُنسي الوحيد في تلك الفترة... ربما كانت تلك المرة الوحيدة التي شعرت فيها بوجود جدار آمن ألتجيء إليه متى ما عصفت بي الحياة...كنتَ لي كتفا رميت ثقل رأسي بهمومه عليه...
لكنك رحلت دون وداعي حتى....
لم يكن الأمر هينا عليّ... أبدا لم يكن سهلا ان أفقد ثقتي ببني البشر مجددا... بالله عليك أخبرني كيف استعيد تلك الثقة التي منحتك إياها من جديد..!؟ "

#يتبع...

نوايا صافية (مكتملة)Where stories live. Discover now