اليوم العالمي للغة العربية

1.6K 146 125
                                    

-الزينة؟

-تم!

- الكعكة؟
- ستصل قريبًا!
- عنترة، ألقِ قصيدة.
- ...تعلمون أنني لن أهرب، صحيح؟
- الهدايا؟
- تم؟ أعتقد...
- حسنًا، نحن جاهزون!

تفقدت وتين كل شيء مرة خامسة قبل أن تصرخ شفق فجأة:

«مهلًا مهلًا مهلًا! نسينا جهاز العرض! وبحق الله متى تأتي الكعكة؟»

كان الحماس باديًا على كل الفرسان وهم يجهزون لذلك اليوم المميز، يوم الاحتفال بِمحبوبتهم، تلك التي قد تعاهدوا على حمايتها وإعادة أمجادها، لغتنا العربية!
لكن مستويات التوتر بلغت أشدها والأدرينالين كاد يتدفق من رأسهم!

وبِرأيكم، من الأكثر توترا هنا رغم محاولات لايت المتكررة لتهدئتها؟ هذا الحرف الضئيل أنا!

وقفتُ أمام باب اللغة أتنفس بعمق علِّي أهدئ نفسي، يفترض أن أجري مع اللغة مقابلة اليوم!
أشعر بتوتر شديد... ماذا إن لم أستطع أن أتحدث؟ مهلا... ماذا إن أزعجتها؟!
ضربت رأسي ضربة خفيفةً لأُزيح كل تلك الأفكار عنه، الثقة نون! أين الثقة؟

طرقت الباب ثلاثًا قبل أن يُؤذَن لي بالدخول فدخلت مترددة، رأيتها جالسة بهدوء على كرسيها تقرأ كتابًا، رباه، صدقت يا شوقي! الجمال كله وسره فيها!

ألقيت عليها السلام فردّت، في صوتها بعض الضعف، قال الفرسان أنها تحسنت كثيرًا مؤخرًا، لغتي، هل فعلنا بك كل هذا؟

- فارسة جديدة، صحيح؟

- في الواقع أجل، تخرجت هذه السنة.

- مبارك تخرجك.

ابتسمت وهي تميل رأسها قليلًا، إلهي، كم هي لطيفة!
تحمحمت قبل أن أتابع:

«أولًا، كل عام وأنت لغتنا المحبوبة، كل عام وأنت بخير!»

ابتسمَت مجددًا، لكن ابتسامتها بدت باهتة كما وجهها.

- حسنًا، وصلك أن الفرسان قد قرروا أن يقيموا معك مقابلة نعرضها أمام كل محبيك، لذا اسمحي لي، بداية... كيف حالك؟

أخذت نفسًا قبل أن تجيب:

«بخير صغيرتي، أفضل حالًا من ذي قبل،
كما ترين، لقد أهملني العرب وأنا لغتهم، استبدلوا لهجات بي، ثم تدهورت حالي أكثر بعد أن جعلوا غيري من اللغات بديلًا، أعجب يا صغيرتي حين أرى المصطلحات الأعجمية تجري يسيرا على ألسنتهم وهم لا يتذكرون معناها العربي! عندما أحمل لوصفها بدل اللفظ عشرًا! لكن هناك الآن مِن أهلي مَن يحبني صدقًا، مثلكم عزيزتي.»

عكس حسنها الباهت، خرجت كلماتها فخمة عظيمة، صحيح، مهما فعلنا لن نغير عظمتها.

«ذكرتِ أنك تحملين لوصف الكلمة عشرات الألفاظ، هل لك أن تعطيني مثالًا؟»

وصال الضادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن