القصة (39)

231 37 4
                                    


القصة (39)
"الوالدة الممهدة"
قصتى تبدأ مع صاحب العصر والزمان منذ طفولتي، حيث حكايات أمي
حوله لا تفارق فمها.. في كل يوم تذكرني به وتنوه لي بانه النور الذي
يضيء لي كلما أظلمت الطرقات.. وأنه أت في جمعة ما..
لكن تعلقي به كان بطريقة مختلفة..
كنت أبلغ من العمر 14 سنة عندما تعرضت لظرف قاس جدا.. من شدته
كنت أتمنى لو أنني لم أخلق في هذا العالم القاسي الذي يسرق منا كل ما نوده
ونتعلق به..
فخطر ببالي صاحب العصر والزمان..
نعم، إنه الأب الذي طالما تذكرني به والدتي..
فأسرعت لأحضر ورقة وقلم لأكتب إليه ما أعاني، كما لو تكتب البنت
الوالدها بعض ما تحتاجه کي يحضرها إليها ... وأنا على يقين تام بأنه الأب
الذي يسمعني ويعلم ما أريد كتابته قبل أن اخط كلماتي على تلك الورقة..
فوجدت نفسي أنظم أبياتا لصاحب العصر والزمان فتشكلت أول قصيدة لي
تنعى غياب إمامي الحجة.. حيث نسيت همي و بدأت أسطر بكلماتي قوافي
وأوزانة تشكو حان محبيه أثناء غيابه ووجدت نفسي أندبه بتلك القصيدة
لا إراديا صرت أنعى له حال الزمان بدون صاحبه..
حين أتممت كتابة القصيدة بدأت أقرأها مرارا وتكرارا
هل يعقل أني من كتبت هذه القصيدة؟ ولكن كيف؟ فإني لم أكن أنوي كتابة
أي قصيدة ولم أحاول ذلك من قبل أبدأ
بدأت بالبكاء .. شعرت بعناية إمامي لي.. شعرت كأن حنانه يحتضنني كما
يحتضن الوالد إبنته بكل عطف..
خلته أمامي، فبدأت أبكي وأكلمه كما لو أنه واقفا أمامي.. فشكرت الله
وشكرته، حيث بفضل الله وبفضل بركة الإمام المهدي لقد أخترت لأكون
ممن يكتب أشعار المولى الزمان ولآل البيت عليهم السلام...
وبدأت أصقل موهبتي التي تفتحت فجأة، وصرت أكتب الكثير من القصائد
وأقرأها أمام عائلتي فيشجعوني ويفرحون بذلك وصرت أتقن ذلك شيئا
فشيئا..وبعد فترة من الزمن تعسرت حاجتي التي كنت أعاني منها فهي لم تقضي
بعد أن دعوت وبكيت..
فعدت أكتب رقعة أنكر بها حاجتي والدموع تنهمر من عيني، وندبت مولاتي
المنتظر بكل خشوع واضطرار
وبنفس اليوم وبعد ساعتين تقريبا أو أقل من ذلك بقليل.. بشرت بقضاء تلك
الحاجة.. لا أستطيع أن أصف لكم شعوري.. فالأرض لم تعد تسعني وقدماي
لا تحملاني من شدة الفرح
فعرفت أن صاحب الزمان كان بجانبي حين حاكيته بدمعتي وقلمي..
فازددت تعلقة به.. وإلى الآن لم أندبه بحاجة إلا وأجد الإجابة باسرع ما
يكون..
وبالأخص حين أذكر عبارة
يا مولاي يا صاحب العصر والزمان أدركني).

كيف ارتبطت بامام زمانك.💜Where stories live. Discover now