** الفصل الثاني عشر **

5.1K 173 73
                                    

خرج كريم من مكتب شقيقه وأجرى اتصالاً هاتفياً فأجابته أسماء قائلة: مرحباً يا حبي.

فسألها: هل أنتِ متفرغة عصر هذا اليوم يا عزيزتي، إن كنتِ كذلك فدعينا نلتقي بعد انتهاء دوامكِ في الجامعة.

قالت: حسناً، لدي محاضرة واحدة ستنتهي في تمام الساعة الثالثة؛ أخبرني كيف حال كرم اليوم وهل تحدثت معه بشأن علاقته المعقدة مع سارة؟

كريم: أجل لقد تحدثنا منذ قليل وقد أخبرني بعدة أمور ارغب في مناقشتها معكِ وجها لوجه لذا؛ سأمر عليكِ بعد انتهاء المحاضرة.

أسماء: حسناً، سأكون في انتظارك.

أما كرم فنهض من مكانه بعد مغادرة شقيقه وأخذ يذرع غرفة مكتبه ذهاباً وإياباً وهو يفكر بـِ سارة، إذ إن التفكير فيها أصبح شغله الشاغل في الآونة الأخيرة... لقد أصبح حبه لها بمثابة مرض لا شفاء منه فقرر أبعادها عن ذهنه في الوقت الراهن والاهتمام بعمله أكثر حيث اقترب من طاولة المكتب ليأخذ هاتفه المحمول ومفتاح سيارته فيذهب إلى موقع البناء والاطلاع على سير العمل ولكن المفتاح وقع من يده.

تنهد وانحنى ليلتقطه من تحت الطاولة وإذ به يرى جهاز التنصت الملتصق بشكل متقن؛ قطب جبينه عندما رآه وقد أدرك على الفور ما هو لذا؛ أنتزعه بعنف ثم استقام واقفاً وأخذ يحدق به بعصبية... آخر شيء كان يتوقع أن يجده في مكتبه هو هذا الجهاز الصغير والذي لم يحتج لأن يفكر ملياً حتى يعرف من الذي أمر بوضعه أسفل المكتب الخشبي وهذا ما جعله يتمتم قائلاً من بين أسنانه بحنق شديد: رامي أيها النذل الحقير، سترى ماذا سأفعل بك.

ثم ضغط على الجهاز بعصبية حتى ابيضت مفاصل يده وأخذ يعبث بهاتفه لثوانٍ وسرعان ما اتصل بشخص ما وقال له بنبرة آمرة: تعال إلى مكتبي بسرعة يا أنور.

ومن ثم أنهى المكالمة وأخذ يزرع المكتب على غير هوادة وهو يبدو في أوج غضبه... بعد أقل من خمس دقائق سمع أحدهم يطرق الباب وسرعان ما دخل إلى الغرفة رجل ضخم الجثة في أواخر الثلاثينيات، كان أسمر البشرة يرتدي حلةٌ رسمية ويضع جهاز إرسال في إذنه فسأل: لما طلبتني يا سيد كرم، هل حدثت مشكلة أمنية؟

اقترب منه كرم والغضب يعلو وجهه ثم امسك يده ودس جهاز التنصت بها قائلاً بنبرة متذمرة: ما حدث يا أستاذ أنور هو أن أحدهم زرع جهاز التنصت هذا أسفل طاولة مكتبي وأنت وفريقك الأمني لا تعلمون بأي شيء، فما تسمي هذا؟

أخذ أنور يحدق بالجهاز الصغير وهو مقطب الجبين ثم قال بنبرة رسمية: أنا أعتذر على هذا الإهمال يا أستاذ وأؤكد لك أن شيئاً كهذا لن يتكرر مرة أخرى.

فتنهد كرم بقوة وأردف قائلاً: أحضر بعض المختصين ليقوموا بالبحث في كافة أرجاء المكتب وباقي الأقسام، ربما يوجد المزيد من هذه الأجهزة في الشركة وأريد منك أن تكتشف من هو الشخص الذي زرع هذا الجهاز بأسرع ما يمكن، فقد يكون هناك جاسوس يعمل في شركتي وأنا لا أعلم.

~ أنثى بألف رجل / للكاتبة نونا مصري  ~ Where stories live. Discover now