الفصل الاول

674 7 2
                                    

سيتم النشر يوم ويوم باذن الله





غربة الروح

غريبه هي روحِ في عالم ملئ بالبشر والناس من حولِ لما الشعور بالوحدة يتملكنِ انتظر أيام وأيام ، لأجل ان أعيش وأتعايش معهم لكن مهما حدث اجد روحِ غريبة في عالم البشر ، أصر علي العزلة لكنها مر ماذا افعل ؟ هل أتعايش أم أظل وحيدة .
تسير بنا الدنيا في اتجاهات عديدة تنتج عنها ضياع ارواحنا رغمًا عنا او فقدنها ، او رحيلها دون رجعً مره اخري ، الروح غاليةً تقتل بكلمة ، تحيي بكلمة او تغادر ارضها عمدا فلا تدري طريق العودة إلينا ، نحيي بدون روحً ودموع والم وكدً يكاد يقتلناً ، يمزق اجسادنا و يؤلم القلب بالتفكير ، من منا فقد روحُه وكم منا تمزقت روحه ، الكثير والكثير واجسادًا تعيش بلا أرواح استحلت الموت من أجل العيش بلا هوية .

في جو ملبد بالغيوم والمطر يقف في منتصف منزله ينتظر قدوم أصدقاءه من العمل في هذا الجو ، فهو اليوم عاد من سفره ورجع إلى سكنه وعندما تغيرت السماء ؛ لم يمنع نفسه من الوقوف في خلف النافذة يشاهد هذا الجو الغريب بالنسبة له الذي يكتشفه حديثًا ، فهو لا يشبه بلاده بالمرة بدأت السماء بالتغيير المفاجئ وتجمعت الغيوم المحملة بالمطر ، رأي قطرات المطر تتساقط على زجاج النافذة ، كانت في تزايد مستمر حتى وصلت إلى قطع من الثلج ليبدو الشارع كأنه فراش من اللون الأبيض وليس شارع للعبور ، حتى السيارات أخذت شكل آخر باللون الأبيض فسبحان الله على هذا المنظر ، رغم درجة البرودة التي يشعر بها بفعل الجو يحمل جسده وقلبه برودة أكبر بكثير ، سمع صوت أصدقاءه تلها فتح باب المنزل ظهر شبح ابتسامة على وجهه وهو يراهم يهرولون حتى يستمدوا الدفء من المنزل بعدما فقدوا بفعل المطر ؛ نظرا لتغير الجو في هذا الأيام لكنه موسم المطر فمرحبا بالشتاء الباردة مثل الأرواح ، الشتاء القارص الذي لا يرحم الضعفاء لا الأغنياء الذين لا يجدون مأوى
لكن يكفي أن نعيش ارواح لا تهزم ولا تضام .
اقترب احد الاصدقاء منه قائلا
-تأخرت علينا في الحضور قُصى
"قُصي المغربي يبلغ من العمر ٣٣عاماً ، ذو بشرة بيضاء ، وعيون سوداء ، ولحيه طفيفه تزيده وسامه على وسامته، وشعر اسود ، طويل ومفتول العضلات التى يحافظ عليها بفعل التمارين الرياضية "
ابتسم ثم قربه منه ضمًا ايه فقد اشتاق اليهم فهم عائلته في هذه البلاد
-وانا ايضا اشتقت اليكَ معتز
"معتز مندور ،٣٥عاماً ، ذو بشرة حنطية ، وعيون بنية ، طويل ، وسامته في ملامحه الشرقية التي يتمتع بها "
كان معتز اكثر شخص قريب منه ، ثم تقدم منه شخص اخر يسكن معهم سوري الأصل لكنه اصبح لهم الاخ والصديق واحتضنه هو الآخر
-هل القاهرة جميلة لهذا الحد أيها المحتال
ضحك الجميع على صوت صالح واحضنوا قُصي الغائب عنه شهراً ليس إلا ، وما كان منهم الا التذمر علي الغياب الذي يبدو وكأنه سنة .
"صالح علي ، يبلغ من العمر ٢٨عاماً، متوسط الطويل ، ذو بشرة بيضاء وعيون خضراء
كان يتابع حديثهم ويضحك معهم لكنه انعزل حتى يحين دوره في اللقاء الحار لكنه تأثر برؤية قُصي فدمعت عينيه فهم أصدقاء ليالي وسنين ضاعت وهم الي جوار بعضهم البعض ، ابتعد قُصي عنهم وراح ينظر له ، فهو الأخ والسند له في هذه المدينة ، اقتربوا من بعضهم البعض والشوق يتغلب عليهم فهم لم يتركوا بعضهم منذ ١٣عاماً ليلة واحدة ؛ غير هذا الشهر ضمه قُصي الي صدره ورتب على ظهره وقال
-لم نتعاهد ضعفاء ابدا دائما أقوياء ماذا حدث لك
- ابتعدت عني شهرا ، مر كأنه دهرًا
"ريان الدمنهوري ، ٣٥عاما ، ذو بشرة خمرية ، وعيون سودا ، وشعر اسود ناعم ، طويل ووسيم
اقترب الشابان الآخران وراح الأربع يلتفون حول بعضهم البعض ويتعانقون ، كأنهم اخوة وليسوا أصدقاء ، ربما قدرهم هو من جمعهم وربما كل منهم فقد جزء منه ووجد شي في وجود الآخر بجانبه .
-تغير حال ريان منذ رحيلك عنا
كان صوت صالح عندما ابتعدوا عن بعضهم البعض
جلسوا معًا يتحدثون ويسردون ما مر عليهم خلال هذا الشهر ، كأنه والدهم وليس صديق لهم لكنهم تربطهم صداقة قوية منذ زمن ، وحكاية خاصة بكل منهم .

غُربة الروح Donde viven las historias. Descúbrelo ahora